الملك يضع العالم أمام مسؤولياته التاريخية

 


 


من على أرفع منبر دولي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، خاطب جلالة الملك العالم كله، وبسط كل الحقائق بمنتهى الصراحة والوضوح ليتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في هذه الظروف الدقيقة من مستقبل شعوبنا، ومنطقتنا، حيث تضرب اسرائيل عرض الحائط بأية محاولة لإحلال السلام وانهاء الصراع العربي - الاسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشريف.

وأبدى الملك القلق البالغ من سياسة التهويد التي تقوم بها اسرائيل في بيت المقدس، واعلن على الملأ ان ازمة كبيرة لا يمكن للكلمات ان تعطيها الوصف المناسب اذا ما استمرت الجهود الصهيونية الهادفة لمحق الهوية العربية للقدس الشريف بخاصة أن النشاط الاستيطاني الاسرائيلي يجري على قدم وساق مخالفا كل قانون دولي واننا نقف الآن امام طريق مسدود نتيجة التعنت وسياسة الغطرسة التي ينتهجها قادة الكيان الصهيوني، وان حل الدولتين هو الحل الوحيد والممكن لضمان سلام دائم وان ذلك سيفضي لتلبية احتياجات الجانبين وينهي الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ونفتح صفحة جديدة في المنطقة ونركز على الاعمار والبناء والازدهار، وان ملفات كبيرة بانتظارنا جميعا وهي الحدود والقدس واللاجئون والاستيطان.

الربيع العربي كما وصفه جلالة الملك بأنه فرصة لمأسسة التغيير الايجابي وان العالم العربي بوسعه البناء على الانجازات الرائعة للحضارة العربية والاسلامية والتي كانت على مدار قرون، تنير ظلمات الجهل في اوروبا، وغيرها، وان الآثار الاسلامية الخالدة في اسبانيا والعديد من الدول الاوروبية ما زالت شاهدا على هذه الحضارة.

مرة اخرى، ومن على هذا المنبر، وامام العالم كله يؤكد الملك من جديد انه لا رجعة عن التغيير الديمقراطي في الاردن، وان عملية الاصلاح يجب ان تكون نتاج جهد وطني ينخرط فيه الجميع وان بوادر هذا الاصلاح تظهر حاليا بإنشاء المحكمة الدستورية، والهيئة المستقلة للاشراف على الانتخابات، وان المقصود من التغيير الديمقراطي ان يتم تأسيس بنى جديدة وترسيخ نمط حياة جديدة.

ما يؤمن به جلالة الملك ويتحدث عنه باستمرار طالب به من على منبر الهيئة العامة للامم المتحدة، وذلك بأن تتعاون دول لعالم لحل المشاكل الدولية الخطيرة في مجالات الاقتصاد والبيئة وصناعة السلام وعلى تعزيز كرامة البشر، كل البشر بدون تمييز ودعم الحقوق المتساوية لكل الامم كما ينص ميثاق الأمم المتحدة، وتوفير حياة سياسية واقتصادية يشارك فيها الجميع وخصوصا الشباب وان تثبت الأمم المتحدة للجميع ان العدالة الدولية ليست مجرد كلام وانه يمكن تحقيقها عبر الوسائط القانونية السلمية وان يتم ذلك فورا، وبدون تأخير لأن شريعة الغاب التي تسود العديد من مناطق العالم، لن تجلب الا الدمار و الهلاك و ازهاق الارواح و تدمير كل شيء.

الملك في خطابه هذا عبر عن كل ما يجول بخاطر المواطن العربي والانسان في كل مكان.