الببغاء

اخبار البلد-

 
 علاقتي بالحلاّقين، ليست على ما يُرام. والسبب «كسلي الشديد»، وهذا النوع من الكائنات يحتاج الى «صبر» و»طولة بال» و»مرارة مطفيّة»، وأنا لا أتمتع بهذه الصفات للأسف. والاهم ان شعري خفيف ونصف راسي فارغ.
ولكن زوجتي، وبعد أن لاحظت أن شعري قد تحوّل الى «شعر شخص في المعتقل»، حجزت لي عند «حلاق الأطفال» وهو ليس كذلك، لكن لوجود «الصالون» قرب «حضانة للأطفال» وكون زوجتي تصطحب ابني الصغير وتحلق له عنده، فقد أسميناه مجازا «حلاق الأطفال».
وذهبتُ تحت التهديد الى المحل، فوجدتُ صاحبه ينتظر بفارغ الصبر، بعد أن أوصته «المدام» بي خيرا.
جلستُ على المقعد ـ إيّاه ـ،واستسلمتُ لمقص الشاب الانيق، الذي أخذ يسألني عن الفنانة نانسي عجرم وأهميتها والفرق بينها وبين هيفاء وهبي.
وقعت عيني خلال «الجلسة» على «ببغاء» يُطلق صفيرا واحيانا تشعر كما لو انه يود الكلام او في «باله موّال».
فتحوّل الحديث عن «الببغاء»، وتركنا «نانسي» و»هيفاء».
أخبرني صاحب المحل، أن «الببغاء» تعلم الكلمات البذيئة والشتائم. وعلى الفور، قلتُ له:أكيد سمع منكم.
فأخرج لي من «موبايله» فيديو للببغاء وهو يردد كلمات «سافلة».
قلتُ له: سوف أكتب عن «الببغاء/ السافل».
الغريب ان صاحب المحل لم يعترض. وربما اعتبر وجود طائر «سيّء السُّمعة» ميزة لمحله. وأنا طبعا مش فارقة معي.
تذكّرتُ نكتة حدثت في إحدى الدول العربية، عندما كان لأحدهم «ببغاء» يردد كلمات ضد رئيس تلك الدولة. لكون صاحبه «يساري» ومعارض للنظام.
فشعر الرجل ان الببغاء قد فضحه، فقام بالتخلّص منه وباعه.
وعندما سمع أحد «العسس» الكلمات التي يرددها الببغاء/ المعارض للنظام، اقتحموا شقة صاحبه الجديد والذي قادهم الى البائع الأصلي.
وهناك، سألوه، هل أنت صاحب هذا الببغاء؟
فأحس الرجل بالخطر، فرد عليهم «نعم، ولكني اختلفتُ معه سياسيا» وبعته.
وما ان انتهيتُ من»الحلاقة»، حتى نظرتُ الى الببغاء الذي أخذ يطلق كلمة لم أفهمها، فأدركتُ أنه يريد ان يوجه لي كلمة «قبيحة»، فقلت له: إخرس.
ومن بعدي جاء رجل كي يحلق شعره فقال: مرحبا شباب.
 فرد عليه الببغاء: إخ... رس!