ليلي شرف: انتهاك حرمة البنك المركزي الاردني محطة لا يمكن تجاهلها

بسام بدراين - اوضحت سيدة الحكم الاردنية القوية التي استقالت مؤخرا من مناصبها الرسمية ليل شرف ان عبارة 'اقدم استقالتي من دولة الفساد' التي قالتها مؤخرا لا تعني انها بصدد الانسلاخ عن الاردن او الانشقاق عن النظام بقدر ما تشكل صرخة احتجاج على الاتساع المقلق في دائرة الفساد.
وشرحت شرف لـ'القدس العربي' ان عبارة 'دولة الفساد' تعني بالنسبة لها ان الفساد لم يعد حكرا على الحكومة ومؤسساتها ووزاراتها فقد عبر هذه المستويات ووصل مستويات اخرى في الدولة ومؤسساتها بدليل الانتهاك الفاضح الحاصل في قضية البنك المركزي.
وعكفت شرف مساء الاربعاء عندما تحدثت معها 'القدس العربي' على تقديم استقالتها مكتوبة من مجلس الاعيان بعد ان قدمتها شفوية وعبر الاعلام وابلغت بأنها ستضع الاسباب في مذكرة استقالتها وستتحدث عن رأيها الصريح في مبررات وخلفيات الانسحاب من المشهد الرسمي وليس الوطني كما تفرق.
وصدمت شرف الرأي العام منتصف الاسبوع عندما استقالت من مجلس الاعيان على خلفية اجبار ابنها محافظ البنك المركزي فارس شرف على تقديم استقالته بالقوة الامنية خلافا للقانون وتحدت شرف علنا من اقالوا ولدها الكشف عن الاسباب الحقيقية مما ترك مجالا كبيرا للاثارة والتكهنات في البلاد.
وامتنع المحافظ المقال شرف عن تقديم 'رواية مقنعة' لاسباب اقالته عن منصبه، لكن شرف الام لا زالت مصرة على ان الجهات الحكومية التي اقالت ابنها وانتهكت حرمة مؤسسة كبيرة من طراز البنك المركزي عليها هي ان تجيب عن اسئلة الشارع والصحافة بخصوص الاسباب الحقيقية للاقالة.
وهنا حصريا تقول شرف لـ'القدس العربي': اسألوهم ولا زلت اطالبهم كبقية الاردنيين بالكشف عن الاسباب الحقيقية فمحافظ البنك المركزي اقيل ببساطة لانه حاول التصدي للفساد، وليس المسألة ان هذا المحافظ كان بالصدفة ابني.
وتعتقد شرف بأن عبارة 'دولة الفساد' التي وردت على لسانها واثارت الكثير من الضجة لا تعني بصدد الانسلاخ عن البلد فالاردن والاردنيين بعيوني، كما تقول، وسابقى معهم دوما.
وعمليا تبدو شرف مستعدة لمناقشة تفاصيل موقفها، فالفساد الذي تتحدث عنه لا يرتبط بالحكومة فقط بل شمل وبشكل مقلق مساحات موازية خارجية. وتتسائل: الا يوجد فساد في القطاع الخاص؟.. الا يوجد فساد في مؤسسات المجتمع المدني؟
وعلى هامش الاتصالات التضامنية التي تلقتها شرف تقول شرف لمن يسألها: البلد فيها الكثير من الفساد وهذه حقيقة والمؤسف ان بعض الاوساط المعنية بدأت تقر عن وجود فساد دون ان تسألني او غيري عن مكانه، وما قصدته ان مظاهر الفساد منتشرة بيننا وفي البلد وليست حكرا على الحكومة والوزارات فقط.
ولا توافق شرف عمليا على القراءات التي توقعت تحولها لقطب في المعارضة السياسية او لمناكفة النظام بعد اعلانها انها ستتحول الى خدمة البلد عبر المجتمع المدني، وتسأل: الا يشمل النظام مؤسسات لمجتمع المدني الا يوجد رموز في النظام تترأس مؤسسات مجتمع مدني؟.. لماذا الافتراض بأن المسألة مرتبطة بالمناكفة والمعارضة السياسية؟ هل يجوز اني فكرت بالذهاب الى مساحات محددة مثل التعليم والبيئة في العمل المدني.. قد يكون ذلك ما اقصده وعبارة المجتمع المدني لا تشمل فقط الاحزاب السياسية.
ولا تجد السيدة شرف ما يعيب تصرفها كأم عندما استقالت من مجلس الاعيان احتجاجا على اقالة ابنها محافظ البنك المركزي.
وهنا تقول بأن انتفاضتها المعاكسة للفساد 'ليست محصورة بالطابع العائلي او الشخصي للمسألة لكن عندما تنتهك حرمة البنك المركزي تحديدا وبالطريقة التي حصلت لان محافظه كان يحارب الفساد يصبح اتخاذ موقف هنا مسألة ضمير لها علاقة بالبلد اكثر من الامومة والعائلة'.
واضافت 'ومن هنا فالمسألة مترابطة لان اقالة ابني من منصبه كانت ببساطة لانه ضد الفساد وعندما اقيل محافظ البنك المركزي اقيل لانه حاول معالجة ملفات فساد والواقعة المتعلقة أابني اكدت لي اتساع رقعة الفساد وكنت اعتقد بصراحة بان هناك اجراءات تدريجية تحصل لمواجهة الفساد وهو الامر الذي منعني سابقا من الاستقالة،اما ما حصل مع ابني فاظهر العكس لان انتهاك حرمة البنك المركزي مسألة تستحق التوقف والاستقالة سواء كان ضحيتها ابني او غيره من المواطنين'.
وتقر السيدة شرف ضمنيا بأن موقفها العلني قد ينطوي على فروقات مع موقف ابنها المحافظ المستقيل وهي تصر على طرح الملاحظة التالية:
- اسألوا من اقال محافظ البنك المركزي عن الاسباب؟.. هذا السؤال تفترض شرف بأن الجهة التي ينبغي ان يوجه اليها واضحة، فابنها المستقيل ليس طرفا معنيا بالاجابة، وفوق ذلك هو لا يريد تكبير الموضوع بسبب حساسية موقعه.
وفارس شرف كمحافظ للبنك المركزي سابقا حر ومسؤول وبحكم هذه المسؤولية لديه محددات يقيس موقفه وكلامه على اساسها اما انا والدته ليلى شرف فلست مسؤولة عن البنك المركزي ولا انتهك القوانين عندما اقول رأيا او اعلن موقفا او استقيل من مناصب.