ثورة عابرة للطوائف

اخبار البلد-

 
بغض النظر عن وصف ما يحدث في لبنان, بانه انتفاضة مباركة كما قال مصطفى حمدون زعيم المرابطين, او ثورة, او انفجار, فإن هذه الثورة والتي اشتعلت في تشرين أول هي ثورة عابرة للطوائف,  وستبقى نيرانها مشتعلة حتى لو قامت الحكومة بمحاولة إخماد لهيبها, حتى تحقق أهدافها والتي استقرت في وجدان الشعب اللبناني, فانطلق بها لسانه, وهي تشكل بداية مرحلة جديدة, ونهاية أخرى في تاريخ لبنان.
ومن هنا نحاول في هذا المقال أن نسلط الضوء على الحقائق والمعطيات التي فرضتها هذه الثورة ومن أهمها:
أولا: هذه أول ثورة تضم كافة اللبنانيين, بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية والحزبية, وبغض النظر عن شرائحهم الاجتماعية, فلقد وحد الجوع والقهر كافة اللبنانيين من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال, وحد البقاع وبيروت والجنوب وصيدا وصور وعكار وطرابلس,
فخرج اللبنانيون, كل اللبنانيين من مربعات الجوع والذل والقه, يدا واحدة, وصوتا واحدا, منددين بالاقطاع السياسي, وبالفساد والفاسدين والمفسدين, منددين بالسماسرة وفئات الدم الأزرق والناب الأزرق, ممن سرقوا لبنان جهارا نهارا, وحولوه إلى بلد جائع, وشعب موجوع تتقاذفه أهواء الطائفيين لاطماعهم,  وتحول الى حطب ووقود لنار الطوائف, ومغامراتهم,
ثانيا: المظاهرات الشعبية العارمة العابرة للطائفية والطوائف أعادت الحياة للبنان, وكانت مفاجئة للجميع, مفاجئة للحكومة والنواب والاحزاب,  مفاجئة لرؤساء الطوائف, مفاجئة للسفارات وأجهزة التجسس الكثر, مفاجئة لكل من عمل على تجويع لبنان لنشر الفوضى المدمرة والحرب الأهلية لضرب _المقاومة العتيد وادخالها إلى بيت الطاعة, ومفاجئة للمافيات التي اطمأنت بان الدنيا (قمر وربيع,  وان الشعب اللبناني أصبح محكوما بقيود الطائفية مكبلا بالعذابات والحرمان,  ولن يخرج من هذا السجن, فكانت هذه الثورة بحق مفاجئة المفاجئات.
ثالثا : لن تستطيع هذه الحكومة, أو غيرها ان تعيد الشعب اللبناني إلى مربع الصمت والطاعة العمياء بعد أن لامست أحلام ثورته المجيدة ضمائر كل اللبنانيين في الداخل والمهاجر, في دول اوروبا والدول الإفريقية, الأميركيتين وكندا واستراليا.
الشعب اللبناني لم يعد يطيق الصبر, لم يعد يقبل أن يصبح مجرد أصفار في حسابات الفاسدين والحراميه الذين سرقوا اموال الشعب اللبناني وهربوا بها إلى بنوك سويسرا وباريس ولندن ونيويورك..الخ.
الشعب اللبناني لم يعد يقبل أن يصبح عصا او هراوة في يد زعيم هذه العصابة أو تلك, فيما أبناؤه وأحفاده يقفون في طوابير على أبواب السفارات طلبا للهجرة بعد أن فقدوا الحياة الكريمة, فقدوا الأمن والأمان, وقد أصبحوا مجرد رهائن في دولة طائفية تدعي الديمقراطية, فيما يحكمها الطائفيون ويسيطرون على كل مفاصلها, وبسيرون بها إلى المجهول.
رابعا: يقينا أن هذه الثورة لن تهدأ, قد تتراجع قليلا لتتقدم أكثر فهي كموجات البحر,  موجة تلد موجة, حتى تصل تداعياتها وآثارها كل لبنان,  شواطئه وجباله وجروده وسهوله, جنوبه وشماله.
الثورة مستمرة, وستستمر ولن تهدأ, فلم يعد اللبنانيون يثقون بالحكومات والنواب ورؤساء الطوائف, الذين مارسوا عليه الكذب والتضليل سنوات, لم يعد يقبلون أن يستمروا شهود زور, في دولة محكومة بنظام طائفي ودستور طائفي.
باختصار, الشعب اللبناني لم يعد يقبل الا بالغاء الدستور الطائفي, وتشريع دستور حضاري قائم على المواطنة.. والمواطنة فقط, فهو الحل الوحيد للخروج من دولة الطائفية.