العرب.. الأنظمة والشعوب كلاهما يشكوان من الآخر 

اخبار البلد-

 
لم یكن ما یحدث في لبنان من تفجر لغضب طال كل الزعماء على اختلاف طوائفھم وانتماءاتھم، بمستغرب بل المستغرب تأخره حتى اللحظة، بالنظر لفداحة الاسباب وكثرتھا التي اودت بھذا البلد الجمیل الى ھاویة البؤس واردتھ مضرجاً بازمات لایعرف اولھا من اخرھا فكانت النتیجة كما عبر أحد .المحتجین أن الشعب جاثم حتى شبع جوعا ولن یكون مستغرباً ایضاً ان ینفجر الوضع في اي بلد عربي آخر لان المشھد اللبناني مع اختلاف بسیط في الخصوصیة یصلح للاسقاط على معظم .الساحات العربیة، فالأنظمة الفاسدة تمارس نفس المفاسد والشعوب المقھورة تدفع الأثمان اما لماذا وصل حال العرب الى ھذا الدرك الاعمق من الھوان والتخلف والسیر الى الوراء فیما الشعوب الاخرى تنعم بقدر اكثر من الحریة والدیموقراطیة والحقوق الانسانیة والعیش بكرامة مكفولة للجمیع وبتوافق الجمیع دون سعي أحد أو جھة للتمیز او الكسب الزائد عن الآخرین؛ الإجابة على السؤال لیست عند الشعوب بل عند من یتولى امر ھذه الشعوب دون تفویض او تمثیل حقیقي وبغیاب شبھ تام لأدوات الرقابة والمحاسبة ما أطلق أیدي الحكام وشللھم الملتفین حولھم للتصرف بالأوطان وكأنھا مزارع او اقطاعیات خاصة كما في العصور المظلمة، عندما كان أصحاب?النفوذ یملكون الارض وما علیھا ویستعبدون البشر جیلاً بعد جیل ینطبق ھذا التوارث على الظالم والمظلوم، العالم انتفض على ھذه البشاعة في العلاقة بین الانسان والانسان واقام بدلاً منھا علاقة تقوم على العدل والمساوة وصار حق الانتفاع بمقدرات الوطن وخیراتھ لكل الناس بلا ایة فوارق الا بمقدار اجتھاد المجتھدین الذین یقدمون لأوطانھم اكثر من غیرھم ویحصلون بالتالي على مكاسب تفوق تلك التي یحصل علیھا من لا یقدم او یتقدم مثلھم، المشكلة ان العرب صغیرھم وكبیرھم المتعلمین منھم والامیین یعرفون ھذه الحقائق ویعرفون كل وصفات الخلاص ?ن حالتھم التي لا تسر الا اعداءھم وھذه صورة تبعث على الحیرة خصوصاً عندما تصدر الشكوى من الحاكم قبل المحكوم او منھما معاً حتى بات الاھتمام العام والخالص بالشكاوى المتبادلة كما لو انھا مسألة سوء فھم بین .زوجین على قضیة بسیطة . وما كانوا ان ما یعتبره الحكام خدرا او خمولا عند الشعوب تمنعھم من الانتفاض اكثر من وھم وتعام عن الحقیقة والامثلة كثیرة وغیر بعیدة زماناً ومكاناً یرتكزون علیھ من ادوات اسكات ومھدئات للناس سواء عند فقدانھم لعقولھم واعصابھم التي ما عادت تحتمل المزید من الضغوظ لم یعد صالحاً لاقناع .الناس بالخلود الى السكینة وانتظار تنفیذ الوعود التي تنھال وبسخاء بعد كل احتجاج لبنان البلد والشعب كان منارة للثقافة والمعرفة والحریة فھل یكون لبنان المنتفض منارة ونموذجاً لتكریس الحریة والقضاء على الفساد والاستبداد ولیس .فقط في ساحتھ التي اصبحنا داخلھا وفیھا بل وفي كل الساحات العربیة التواقة شعوبھا للخلاص من ذات الاسباب والمواجع التي ثار من اجلھا اللبنانیون.