علي حتر : ليلى شرف وابنها جزء من النظام القمعي وليسوا ابطالا ثوريين

 

هل كان مواطنونا يعنون ليلى شرف، حتى تعنينا استقالتها ونعطيها الاهتمام الذي أراه كل يوم في الصحف والمواقع؟؟

قد يكون ابنها كما يقول الناس، شريفا مثل ما قالوا عن أبيه!

ولن أتكلم عنه فهناك كثيرون يفعلون ذلك، وإن كانت مقاييسي في التقييم مختلفة عن كثيرين منهم..  

ليلى شرف وابنها جزء من النظام، وهي عيْن.. والأعيان كما نعرف، أعضاء في مجلس الأمة لكن لا تنتخبهم الأمة.. بل يعينهم الملك، ويقيلهم إذا أراد.. وهم يقفون في وجه من كان يفترض أن يمثلوا الأمة، أي النواب، فيعيدون قراراتهم ويوقفونها ووووو.

ماذا فعلت ليلى شرف منذ عُيّنت عينا، لم نسمع لها صوتا يشبه الصوت الذي أطلقته اليوم للدفاع عن ابنها.. لا للدفاع عن الديموقراطية.. فقد انتهكت الديموقراطية كثيرا خلال وجودها عينا ولم تحتج إلا نادرا.. احتجت فقط لأنها أم.. وباستثناء الأمهات في الأرض المغتصبة وجنوب لبنان، اللواتي يقدمن أبناءهن فداء للوطن، فكل الأمهات يدافعن عن أبنائهن، حتى الأمهات غير البشرية..

تقول ليلى شرف عن مجلس الأعيان أنه المسؤول عن سن التشريعات وحماية الدستور.. ما هي مواقفها أيام القوانين المؤقتة، إذا كانت تؤمن بذلك،  

تقول إنها تشهد أحدى أهم مؤسساتنا الوطنية تُنتهك قوانينها، وتهدد كرامة موظفيها ويعتدى على مبناها بهجوم من رجال الأمن.. كم مرة انتهكت مؤسساتنا وبيوتنا ونقاباتنا وكرامتنا ولم تفعل شيئا، لأن ليس بيننا أبن لها؟

تقول "إن تجاوز أحكام القوانين يهدد مبادئه الدستورية، فتؤثر في الدور الرئيسي لمؤسسات التشريع، ويهتز دور مجلس الأمة، وتضطرب المبادىء الاساسية التي قام عليها دستورنا المميز، من الفصل بين السلطات، واختصاصات صنع القرار والمبادىء الديموقراطية التي انطلقت منها فلسفته التشريعية"

كيف رضيت أن تكون عيْنا بالتعيين، وتتكلم عن فصل السلطات والفلسفة التشريعية.. أليس تعيينها من الملك، بحد ذاته تعارضا مع فصل السلطات؟؟

وتتكلم عن الفساد.. أليس في قبولها أن تكون عينا دون أن ينتخبها الشعب.. شبهة فساد؟ وممارسة انتهاك لدستورنا الذي تقول إننا نملك فيه المبادىء الأساسية لقيام مثل هذه الديموقراطية نصا وروحا وممارسة، ولا أنسى أن أقول إنها تتكلم عن قواعد الديموقراطية .. وتصفها أنها "بدأ مسارها الحديث بقيادة جلالة الملك"..

إنها تعتبر تعيينها في مجلس الأعيان من قواعد الديموقراطية.. فلتدفع ثمنها، وخلونا منها، فلدينا الكثير مما يحتاج منا أن نفكر فيه معا.. وخصوصا في ظل التعديلات الدستورية التي تعطي للملك حق تعيين ليلى شرف وغيرها دون استشارة الشعب.

* علي حتر / كاتب وباحث وناشط سياسي