التحركات لوقف العدوان التركي على سوريا: مبادئ ام مصالح

اخبار البلد-

 
لیس ھناك أي توصیف آخر للتدخل العسكري التركي في شمال شرق سوریا إلا أنھ عدوان سافر على الأراضي السوریة ینبغي إدانتھ واستنكاره ووقفھ .على الفور. وھذا ھو الموقف القومي الملتزم بثوابت الأمة والقانون الدولي ودون تردد او تحفظ كان موقف الأردن واضحاً وصریحاً في رفض العدوان التركي والمطالبة بوقفھ فوراً. بینما تباینت المواقف العربیة والإقلیمیة .والمواقف الأوروبیة والروسیة والأمیركیة كل حسب مصالحھ مع دمشق أو الأكراد أو تركیا وكما ھو الأمر في السیاسة دائماً تبقى المصالح الآنیّة أو البعیدة المدى وعلاقة كل طرف مع الأطراف الأخرى ھي الھدف فتقترب المواقف من الحیاد أو .النأي بالنفس أو المؤازرة أو الرفض وحتى اللحظة لا یبدو أن ھناك دولة (غیر قطر) تؤید التدخل العسكري التركي بشكل مباشر وتحت مسمى «مكافحة الإرھاب» او «حق الدفاع عن النفس»، لكننا ونحن نتابع بقلق شدید ھذا العدوان الغاشم، نجد أن تركیا لا ترید وقف إطلاق النار، وھي غیر قلقة أبداً من تھدیدات واشنطن بالمزید من العقوبات، بینما لا ینتظر اتخاذ مجلس الأمن قراراً مؤثراً من العدوان. أما واشنطن فقد أخلت مواقع كانت تسیطرعلیھا قوات أمیركیة قلیلة العدد، مفسحة المجال أمام القوات السوریة للدخول إلیھا والسیطرة علیھا، بینما لا نجد موقفاً روسیاً حاسماً أیضاً، باستثناء القول إنھا لم تكن تعلم «بالھجوم التركي» مسبقاً. وأنھ «غیر مقبول». وھذا إمساك بالعصا من منتصفھا محاولة لاستقطاب النظام التركي إلى جانبھا، فعینھا على مجمل الأوضاع في سوریة وأیضاً تحاول إبعاد تركیا عن حلف الأطلسي، وھا ھو الرئیس الروسي یدعو نظیره التركي إلى موسكو للتشاور في الأمر!! ومع أن تحرك الجیش السوري جاء .متأخرا، فإن انتشاره جاء في المناطق التي انسحب منھا الأمیركیون، ولم یتجھ للتصدي للقوات الغازیة أما التحرك الأوروبي فھو «حذر ومحدود» بانتظار جلاء الأمور، خاصة أن تركیا عضو مھم في حلف الأطلسي، وسط تصریحات «أوروبیة عن رفض .العملیة العسكریة التركیة» وتلویح بعقوبات اقتصادیة وسیاسیة، ومنھا حظر تورید السلاح إلى تركیا .ولعل المجلس الوزاري العربي الذي اتخذ في القاھرة قرارات واضحة بإدانة العدوان التركي والمطالبة بوقفھ فوراً، ھو الأكثر جلاء في ھذا الخصوص ویبدو أن جمیع ھذه المواقف التي ترفض العدوان التركي من حیث المبدأ لا تلتقي على موقف موحد تجاه وقفھ وسحب القوات التركیة من الأراضي .«السوریة التي ھي الآن تحت سیطرة (قوات سوریة الدیمقراطیة) التي ترید توافقاً مع الحكومة السوریة على «إدارة ذاتیة وفي المجمل فإن جمیع الأطراف تسعى إلى توظیف «العدوان التركي» لمصلحتھا دون أن تتصدى لھ جدیاً، وسط تحلیلات عن رغبة مشتركة في إضعاف .الأكراد الذین یسعون إلى كیان سیاسي، أو حكم ذاتي، سواء في الأراضي السوریة أوداخل تركیا، أسوة بما ھو قائم في العراق.