أين الأردن مما يجري في سوريا؟

اخبار البلد-

 
بعيدا عن موقف الاردن مما يجري في الشمال السوري وتطوراته المتسارعة، الذي عبر ايمن الصفدي في اجتماع وزراء خارجية الجامعة العربية الاخير في القاهرة.
اتمنى ان افهم كيف يرى الاردن تلك التطورات، وكيف يقيمها، وما هو موقفه من الانسحاب الاميركي، وهل هناك حسابات خاصة باحتمالات الانسحاب من التنف، ومن ثم هناك اسئلة تتعلق بمخيم الركبان.
الواضح ان الاردن لا يجلس على اي طاولة لها علاقة بالازمة السورية، باستثناء طاولة ابو الغيط غير المفيدة، والتي يمكن اعتبارها حجيجاً بعد ان عادت الناس من الشعائر.
اين الاردن، هل يفكر بمصالحه، هل يعرف ان التوازنات تتبدل بسرعة، ومن ثم هناك سؤال هام يتعلق بالانسحاب الاميركي، كيف سنتعامل معه، ام سننتظر البرق والرعد يفعل بنا ما يريد؟!
الاردن، مربّط اليدين، من قبل واشنطن، تحديدا في ملف الانفتاح على دمشق، فهل ستبقى المعادلة كذلك بعد الانسحاب الاميركي وبعد تخليهم عن الاكراد؟
هل نملك خطة؟ سؤال كبير، ما هي معالمها، وهل بالامكان ان نستقل في مواقفنا تجاه دمشق بعيدا عن واشنطن والرياض وغيرهما؟
اعتقد جازما ان علاقتنا بروسيا ليست كما كانت في السابق، ولا اعرف من مارس الاهمال على الآخر، نحن ام هم، لكننا لابد ان نتواصل مع موسكو وفهم ما يجري، وتحقيق مصالحنا بالسرعة الممكنة.
لا يعجبني ايمن الصفدي في هذا الملف، فهو غير معني بالدخول في عراكات مع انقرة وطهران وتجاهل دمشق، بل الواجب عليه تحديد مصالحنا والعمل عليها ببراغماتية عالية.
مرة اخرى، يجب على الاردن ان يقرر وفق مصالحه الحيوية كيفية التعامل مع دمشق، فالاتراك يحاورون دمشق حول شمال سوريا، وللاردن الحق ان يعيد فتح الخطوط مع الجميع.
ما اخشاه ان نبقى نراوح مكاننا، وان لا نقدم على اية خطوة تستجيب للتغيرات اللافتة في المشهد السوري، والمطلوب تحرك اردني مستقل تجاه مصالحه السياسية والاقتصادية.