عن البيان «الوزاري» العربي.. العِبرة بالالتزام والتنفيذ

اخبار البلد-

 
استعاد البیان الذي صدر بعد الاجتماع الوزاري الطارئ لمجلس جامعة الدول العربیة، بعض مصطلحات الزمن العربي الأقل رداءة واھتراء, عن الراھن ُ العربي المرتبِ ُ ك والم ُ مزق والمرشح لمزید من الإنقسام الافقي والعامودي, وخصوصاً بعد سنوات من التیھ السیاسي والتراشق الإعلامي المحمول على كید َ سیاسي وتصفیة حسابات وثارات شخصیة, وبخاصة بین أنظمة رامت الطمس على حقائق التاریخ والجغرافیا, واللعب على عناصر بالغت في تقدیرھا ِ واعتبرتھا حاسمة في ألاعیب نفوذ وأدوار وھمیة اصطنعتھا لنفسھا, ظنّت أن بمقدورھا تمریرھا أو تكریس وقائعھا بمساعدة من عواصم دولیة, اثبتت .الأحداث ویومیات الربیع العربي الموھوم والمزیّ ّ ف, انھا قادرة على فرض مشھد مستحیل التجسد ..ما علینا ّ أن یأتي بیان الوزاري العربي لیقول: إن «العملیة» التركیة تھدید مباشر للأمن «القومي العربي», یعني أن بعض العرب (ولیس كلھم من أسف, بعد تحفّظ ُ دولتین على البیان) قد استفاق من غفوتھ واستعاد بعض یقظتھ,مع وعد یبدو مستبعَدا أن لا یغفو أثناء الحراسة, وبخاصة أن البیان العتید اعتبر » كل جھد سوري للتصدّي لھذا العدوان (بعد أن كان استخدَ ِ م مصطلح «العملیة» في البدایة) والدفاع عن الأراضي السوریة, ھو تطبیق للحق الأصیل لمبدأ الدفاع .« ّ الشر ِعي عن النفس ُ تقول عبارات كھذه الكثیر مما افتقدتھ الدبلوماسیة العربیة (إن جاز الم ّ صطلح) خلال سنوات التیھ والتمزق والانقسام, الذي ما تزال الشعوب العربیة ُ رة والم َرھقة تدفع أثمانھا الباھظة, وبخاصة على صعید فقدان الأمل بقدرة معظم الأنظمة العربیة على استعادة بعض تماسكھا, والسیر ُ الم َ ستنز ُ فة والمفقّ ُ على طریق وقف التدھور المتسارع في فقدان التأثیر والدور, وارتفاع منسوب العربدة واحتقار بل الاستخفاف والعداء لكل ما ھو عربي, الذي تمارسھ ّ دول إقلیمیة على الدور والأراضي والنفوذ العربي في الإقلیم وعبر المحیطات. ولیس تنمر نتنیاھو وخروج إسرائیل من شرنقة الحصار والنبذ إلى فضاء َ عقد الصفقات (ما ظھر منھا وما بَ ْطن) وبروز الأطماع التركیة في الأراضي السوریة والعراقیة، وعسكرة علاقاتھا مع جیرانھا – العرب تحدیداً – ناھیك عن العدوانیة الأمیركیة (والغربیة في شكل عام) التي تُمیّز خطوات الغرب الاستعماري, سوى الدلیل الأبرز على فقدان عرب الیوم البوصلة, واستعداد بعضھم المضي قدماً في مسیرة الانتحار وتقویض ما كان ذات یوم یتمیّ ُ ز بالقداسة ویحظى بإجماع لدى الشعوب العربیة, وھو «حرمة» القضیة الفلسطینیة, والحرص على الأمن القومي العربي, والعمل بنیّات حسنة لإنجاز وتجسید مفاھیم وخطوات العمل العربي المشترك, و"إحیاء» معاھدة الدفاع . ِ العربي ناھیك عن الوحدة الاقتصادیة العربیة والبحث عن صیغ واعدة من التكامل المأمول ُ ف عند اللغة الم ِراوغة التي تبثھا انقرة تبریراً لغزوتھا الجدیدة «نبع السلام", وزعمھا قبل الذھاب الى تحلیل مضامین البیان الوزاري العربي, یجدر التوقّ ّ ان لا مطامع لھا في سوریا, وان تحر ُ كھا الراھن لیس م ّوج ُ ھا ضد اي جماعة وانما م ِ تعلق بحمایة أمنھا. وھي لغة تغرف من القاموس الصھیوني المعروف .لدى العرب جیّدا وعمیقا .للحدیث صلة ...