وداعاً صايمة

 


 


لم أفقد غالياً في عمّان منذ رحيلي إلى عمان إلا الفنان خفيف الظل محمود صايمة الذي أحبه الأردنيون و أحبوا طلته و حضوره ..ولكنه الموت الذي لا يعرف حسابات البشر ..بل إن الموت دائماً يدخل على هذه الحسابات المعقدة و يخربطها بيسر و سهولة .!

قد تكون صدمتي بموت صايمة لأن علاقتي توطدت به بالشهرين الأخيرين ..وبالذات في شهر رمضان ..زرته في البيت أكثر من مرّة ..و اتفقنا على أعمال فنيّة كثيرة ..كان يحلم أكثر مما يجب ..ولكنه الموت مرّة أخرى ..قتل كل اتفاقاتنا وأعمالنا وعدّى على أحلام صايمة وأخذها في طريقه ..!

كان غاضباً جداً من تعامل التلفزيون الأردني معه في هذا الرمضان ..وقال لي بأنه سيعقد مؤتمراً صحفيّاً يوضح فيه بعض الحقائق ..ولكنه الموت أيضاً ..لم يعط صايمة فرصة التوضيح ..أو أن صايمة عقد مع الغياب صفقة ..!

لن ينسى الأردنيون محمود صايمة الذي اشتهر بينهم باسم ( حمدي ) ..و الاختلاف الوحيد بين ظهوره قبلاً على التلفزيون و ظهوره من الآن و صاعداً ..أنهم قبلاً كانوا يضحكون على ما يقول بل وينتظرون ما سيقول ..أما الآن فإنهم سيشعرون بغصة عندما يظهر لأنه نفّذ صفقته مع الغياب ..وذهب هناك إلى المسلسل الحقيقي الذي يبدأ بعد الموت ..!!

وداعاً صايمة ..لقد أضحكتنا كثيراً ..ولكنك الآن تبكينا أكثر وأكثر.

abo_watan@yahoo.com