سلامة الدرعاوي يستميت بدفاعة عن فارس شرف ويكتب: انهم يورطون الملك

لو ان هناك مخططا منظما يستهدف تخريب البلاد ما كان لينجح بالصورة التي تقوم بها حاليا حكومة البخيت التي ادخلت المملكة في ازمة داخلية حقيقية وتختلق المشكلة تلو الاخرى بطريقة عجيبة غريبة ورطت الملك شخصيا بعد ان فتحت باب الاقاويل والاشاعات حول من يقف وراء ما تقوم به الحكومة من قرارات وسياسات.

حكومة السجين شاهين باتت جزءا من المشكلة وليست جزءا من الحل, واذا ما دقق احد في تصريحات الرئيس حول اسباب استقالة فارس شرف من البنك المركزي سيدرك خطورة الوضع, فلم يفهم احد ما قاله البخيت ومن الذي جعله يخرج بهذا الكلام المتضارب غير المسؤول.

البخيت يقول انه أقال المحافظ السابق لانه ليبرالي, ولا اعرف هل هذه تهمة? ألا يعرف دولة الرئيس ان الاقتصاد الاردني مبني وفق احكام الدستور على مبدأ الاقتصاد الحر? ألا يعلم ان الملك في زيارته الاخيرة لنيويورك التقى ممثلي كبريات الشركات العالمية الامريكية الليبراليية?

اذا كان قصد البخيت عن شرف بانه من الليبراليين الجدد, فأقول له انه لا يوجد في الاردن هذا الوصف, لكن هناك مسؤولون قاموا باتخاذ سياسات واجراءات في الاقتصاد من تلك الزاوية لكن بعيدة عن التقييم والمساءلة والمحاسبة ابرزهم على الاطلاق هو البخيت نفسه, فلا داعي للتنصل منهم ولبس ثوب آخر, لان الرئيس وحده من اشرف على اكثر صفقات الخصخصة جدلا والمتمثلة ببيع الفوسفات, البوتاس والمطار, ناهيك عن القرارات والاتفاقيات التي اشرفت عليها حكومته والتي عصفت بأمن البلاد واستقراره كالكازينو وشاهين والأعطيات.

الفرق بين البخيت وغيره من المسؤولين انهم تحدثوا ورسموا السياسات والبخيت نفذها حرفيا.

يقول البخيت ان المحافظ السابق خالف توجهات الحكومة الاقتصادية. ان الامر مضحك, لاول مرة نسمع بأن لدى هذه الحكومة توجهات اقتصادية او خططا, وان وزارة البخيت معنية بالاقتصاد الاجتماعي الذي يعارضه فارس شرف.

الكل يتذكر تصريحات البخيت في حكومته الاولى عندما استقال نائبه ووزير المالية, قال حينها ان لغة الارقام لا تعنيه وكل ما يهمه هو لغة الانسان, هذا الاسلوب يلجأ له البخيت عندما لا يستطيع اتخاذ قرار متعلق بالدعم, فسرعان ما يتنصل من المسؤولية ويتخلى عن زملائه ويرفع شعارات شعبية هو نفسه كان لا يريد تطبيقها لولا ضغط الشارع والاعلام.

ألا يعلم دولة الرئيس ان مفهوم الاقتصاد الاجتماعي الذي يتغنى به يتطلب مخصصات دعم غير عادية, في الوقت الذي تسعى فيه حكومته للتخلص من دعم الغاز والخبز في اسرع وقت ممكن, وألا يعلم ايضا انه لولا السعودية ومنحها المالية هذا العام لما كان هناك اقتصاد في الاردن سواء اجتماعيا ولا سياسيا, ألا يعلم دولته بانه لولا تلك المنح لما استطاعت الخزينة دفع رواتب الموظفين والعاملين والمتقاعدين ولا حتى أعطيات النواب من قبل الرئيس شخصيا.

الرئيس اتهم المحافظ السابق بانه انفرادي في قراراته, واستغرب من هذا الوصف, فهل بإمكان دولته ان يصف لنا تعليماته لقوى الامن الوقائي باجتياح البنك المركزي ومنع كبار مسؤوليه من دخوله في سابقة عالمية هي الاخطر على أمن البلاد?

سلوك حكومة البخيت لا تجد له تفسيرا, والعجيب في الامر انه عندما يحاول الرئيس حل أي مشكلة او قضية فان الازمة تزداد تداعياتها على المجتمع, وادارة البخيت للحكومة على هذا النحو الشخصي والانفرادي يجعل الملك والنظام في الواجهة امام الشارع. فالحكومة الضعيفة تختبئ وراء عباءة الملك بدلا من ان تكون حلقة وصل بين النظام وشعبه.