الحقوق والشخصيات

اخبار البلد-

 
تهدد اسرائيل، واحيانا السلطة الفلسطينية نفسها، بانهاء الوضع الرسمي للرئيس الفلسطيني والسلطة الفلسطينية . ومع كل الاحترام والتقدير لشخص الرئيس الفلسطيني ونضاله ولجميع قادة التحرر الفلسطيني، فان المشكلة الاساسية في الصراع مع اسرائيل هي احتلال ارض وتشريد شعب وسلب حقوق على مدى عقود طويلة. اسرائيل تحاول تشتيت القضية وتبديد الجهود بتحويل الامر الى كلام حول هوية الرئيس الفلسطيني ورئيس وزرائه وشرعية السلطة. يتم اشغالنا بكل ذلك بينما يستمر الاحتلال ويتعمق وتبنى مستوطنات جديدة وتزداد الاعتداءات اليومية.
للاسف فان السياسي والمفاوض الفلسطيني فقد بوصلته منذ زمن، فالمشكة هي الاحتلال العسكري للارض العربية وقضية اللاجئين وليس الرئيس او السلطة او العاصمة او شرطة وحدود واصلاح واعتراف بالمفاوض الفلسطيني من عدمه الى اخر هذه الدوامة من فوضى الاولويات. ضاعت الابجديات في اساليب التفاوض والسياسة والدبلوماسية على الجانب الفلسطيني. بهذا التشتت يصبح الحق الفلسطيني محل استفسار والباطل الاسرائيلي محط اتفاق.
لم يعد العالم يقبل الشمولية والابدية وغياب المؤسسات. لم يعد الرمز او التاريخ يعني الكثير ما دامت النتائج على الارض لا تعكسه. ومن اللافت هنا ان المفاوض الفلسطيني قد افقد نفسه شرعيته بعد ان امتهن فن المفاوضات وجعلها هي الاستراتيجية الوطنية. عبر السنين اصبح المفاوض الفلسطيني خبيراً في علم الزيارات المكوكية الدولية، وفي الخطابة عبر الفضائيات وفي كيفية اقامة علاقات ودية مع الشخصيات الدولية من سياسية واعلامية. كل ذلك من غير نتائج تذكر على الارض، ولكن الى متى وعلى حساب من؟ هذا الكلام لا يستثني باقي العرب، فالكل شريك في المسؤولية.
علينا ان نتذكر ان الانتفاضات المتعاقبة لم تكن فقط هبة شعبية لمقاومة الاحتلال، بل انها كانت ايضاً موقف احتجاج على اسلوب عمل السلطة. الحلول الجزئية الوقتية اثبتت فشلها والتنازل غير العادل اثبت عدم نجاحه ايضاً، والمُجرب لا يُجرب.