لا نُعدّد خسائرنا، بل نُحصي أرباحنا!

اخبار البلد-

 
لا یمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، ولیس مستحبّاً ّ من أحد القول إن ّ الحل كان ممكناً منذ اللحظات الأولى، فما جرى جرى وانتھى، وھا ھي صفحة ّ فتح في حیاتنا العامة، لم نخرج معھا بصیغة: «لا غالب ولا مغلوب»، بل بحقیقة أنّنا «كلّنا غالبون»، بإذن الله ...جدیدة تُ ّ نا كرسنا ثقافة الحوار والإعتذار وإحترام الرأي الآخر، فرئیس الحكومة لن نُعدّد خسائرنا، وفي آخر الأمر فھي مقدور علیھا، ولكنّنا نحصي أرباحنا، ومنھا أنّ الدكتور عمر الرزاز امتلك من الجرأة الأدبیة غیر المسبوقة بإبداء الأسف، والوقوف مع حكومتھ راضین أمام ما یخرج عنھ تحقیق المركز الوطني لحقوق ّ مین فقد امتلكت الجرأة الأخلاقیة، فسارعت بالإعتذار أمس الأول إلى قناة «رؤیا» التي تعرض فریقھا إلى إعتداء من معلّمین . ّ الإنسان، أما نقابة المعلّ ّ مین بالإنابة ناصر النواصرة، طوال الأزمة، كلمة جارحة بحق ّ الحكومة، أو البلد، لا سمح الله، ولم نشھد «ضربة كف» من الأجھزة لم نسمع من نقیب المعلّ الأمنیة سوى ما كان من منع اعتورتھ الخشونة للوصول إلى «الرابع»، وما جرى في «البیادر» وھو خاضع للتحقیق الآن، ولم نسمع شعاراً من المعلّمین یتجاوز المطلبیة المحقّة، ولم نتابع من الفریق الوزاري «المفاوض» ما یشي بالتصعید، بل بطرح الأفكار الشارحة واقع الأمر الإقتصادي، ومحاولة الوصول . ّ إلى حل وسط ّ أربح أرباحنا، أن الثوابت الأردنیة، التي ظلّت تمیّزنا عن غیرنا، كانت شعار وطریقة عمل الجمیع، ومع قلیل إستثناءات من محاولات ركوب الموجة من أطراف ھنا أو ھناك، وتعلیقات وبیانات على وسائل التواصل ھدفت للتأجیج والإنفلات، فاللحظة السیاسیة المجتمعیة المطلبیة كانت عاقلة، ودلیلنا ما وصلنا لھ .الیوم ُ تل أكثر من مئة شخص وجرح ما یزید» الضدّ ما یُظھر حسنھ الضدّ»، ھذا من أجمل ما قالتھ العرب، فاسمحوا لنا أن نستذكر ما حصل حولنا مؤخراً، فقد قُ ّ د تنفیذ حالة الطوارئ في بلدین، وكما یحصل عندنا عادة، فقد تم استیعاب الأزمة بالحوار .على أربعة آلاف لأسباب مطلبیة في بلد شقیق، وجدّ خلال لقاء الملك مع سیاسیین ونشطاء وإعلامیین، بعد أیام من بدء الإضراب، أكد أنھ «یجب أن یكون ھدفنا دائماً الحفاظ على مصلحة الطلبة، وھذا الذي ّ م، والحمد أن ھذا ما حصل في ّ ، والوصول لھ من خلال الحوار المسؤول»، وقبل ھذا اللقاء، وبعده، ظل ّ یؤكد على تفوق المعلّ یجب أن نركز علیھ جمیعاً ّ آخر الأمر، ودلیلنا أن الطلبة مع معلّمیھم، سیتوجھون إلى المدارس الیوم، وھكذا فقد ربحنا مستقبل الطلبة، وحقوق المعلّمین، وغلبة الحوار والإتفاق الوطني ! ّ بإتزان حكومي، فیا أردننا الحبیب لم یدخلك شر، وللحدیث أكثر من بقیة !