رسالة من ممعوط الذنب !

رسالة "ممعوطية " الى مجلس النواب الأردني
اما بعد ,
لا يزال الشباب الأردني في أول رَبيعهِ، ولم يمنح ثماره بعد احتراماً لماضيكم العَريق في حَمل الأردن على أكتافكم, كُنا ننتظرُ بفارغ الصبر طَريقتَكم المثلى في حَل المشاكل التي يواجهها الأردن. كل ذلك احتراماً لمبدأ " أكبر منك بيوم أعلم منك بسنة "، وليسَ تقصيراً منا أو لاعتقادكم أننا لا نُتقن سِوى السَهر على صفحاتِ "الفيس بوك "، و الوقوف أمآم المرآةِ للتَزَيُن , كان هدوؤنا "إحتراماً وتقديراً "لَكم , رُبما لَم تَجذبنا الاجتماعات "المُكَيفة " والمُنسقة من العاملين لديكم, والخطابات المُكررة, والصوَر التذكارية , والقَهوة العربية , و تَصدّر اجتماعاتكم عناوينَ الصُحف اليَومية .


فلنبدأ في البَيت قَبل أن نَلومَ حضراتكم: عندما يأتي شاب ليَطلب من أبيه الخروج في "اعتصآم سِلمي" لإيصآل صَوتهِ وفكرتهِ , كان يُقآبل بالعُصي واتهامات الخُروج عن الطاعة، وَرُبما كآن سَيُحرم من المَصروف. هذا الذَكر، أما الأنثى فَلم يَتسنّ لها حتى التَفكير ولو البَسيط بالمشاركة بِهَدف سِلمي و وطني، وهو الإرتقاء بالأردن عالياً لأنها تعلم مُسبقاً أن البَعض سيعتقد أنها "شُبهة"! نخلُص إذن إلى أن مَجلس النواب ليسَ الوَحيد المُلام بِفكرته التي تَجلت بشكل واضح عن الشباب الأردني في جلستهِ يَوم الثلاثاء الماضي.



أقول قَولي هذا وأنا أعلم جيداً أنها الحقيقة بالنسبة لي على الأقل, لماذا لا تَثق الحكومة بالشباب و تستفيد من هَذهِ الطاقة الإيجابية لديهم ولماذا تُحاول محاربتهم، لا بل تحويلهم إلى عَدوها اللدود، أو التَصغير من شأنهم ؟

أسامة بن زَيد اختارهُ الرسول عليه الصلاة والسلام لقيادة معركة مؤتة وهو لم يتجاوز الثآمنة عشر من عمره !


لم اندهش من ردودِ بَعض نواب المَجلس , ولكن الدهشة حقاً هي سكوت البعض و صمتهم.
" مماعيط الذَنب " ما عادوا يريدون البقاء في الخُم , وستعلمونَ يوماً ما، وقريباً من هوَ مَمعوط الذَنب الحقيقي، وأن التَصغير والتحقير من قُدرة الشباب الأردني ليسَ سِوى غلطةً فادحةً لَم يرتكبها "الكبار والعمالقة" الذين ساهموا في تَغيير الأردن للأمام ولم يحآولوا أن يُثَبطوا عَزم الشباب في مجالسهم القَديمة!

كما أن "الممآعيط "، قد رَكز عليهم جلالة الملك عبدالله بن الحسين, لأنهُ يعلم حقّ العلم أنهم فرسان التغيير, وهم قادة المستقبل ومن سيجلسون مكانكم تحت القبة في قادم الأيام، مع احترامهِ لخبرةِ أهل العلم والمعرفة الذينَ نُكنّ لهم نحن "المماعيط " كل تقديرٍ واحترام .

لماذا لا يتم التحاور معنا نحن الشباب الأردني؟! مع العلم أننا نعلم أن هنالك تغييراً لَن يلحظهُ سِوى الشباب العامل والمُتعايش والمتفاعل في المجتمع, كان دآئماً وأبداً حُب الأردن هوَ هدفنا و ركيزتنا الأساسية التي يعتمد عليها عملنا و تعليمنا و ديننا وسلوكنا, وسيبقى دائماً هذا فِكرُنا, ولكن نَظرة الشباب إليكم يجب أن تبقى نَظرةَ أحترامٍ وتقديرٍ لجهودكم الجبارة التي نتمنى أن نراها جليةً على أرض الواقع .

الأردن ثُم الأردن ثُم الأردن , ولا شيء سِوى الأردن وأخاطب الأب جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين للمرة الثانية على التوالي أن يَرُد على جَميع المتهكمين بقدراتنا وأن يَعلم أننا سنساندهُ ونعاونه على إكمال طَريقهِ في حفظ الأردن من العابثين والسارقين والكاذبين ونحنُ معكَ يَداً بيَدٍ، هذا ليسَ أغنيةً وَطنيةً، ولا وليمة مناسفٍ كاذبةٍ منّا لنيلِ المناصب !

أبناء القبة؛ خبر عاجل لن يروق لسعادتكم: سنتناول "الكنتاكي" بدلاً من المناسف أولا، ثم سنقاوم الفساد و الكَذب والسرقة !

آخيراً ,يَقول الله تعآلى في محكم تنزيله العظيم: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)..
صدقَ الله العَظيم
وشكراً!

عرين القاضي
neramouse@hotmail.com