كلام في الاضراب



في مشهد مسرحي :
طفل أتم السادسه من العمر ، أنشغل أهلهُ طوال العطله الصيفية بإعداد التجهيزات ليومه الدراسي الأول ، وحاله من الترقب الممزوج بالفرح لنهفات أول يوم دراسي ، ترصد في سجل الذكريات ، والبوم صور الطفوله، وأب أستلفَ كتب الثانويه العامه من أبن الجيران ، لتمضي إبنته العطله الصيفيه بالإعداد والتحضير للثانويه العامه بإجواء يملأُها الخوف والأمل ، فالجميع بإنتظار حصاد اثنتي عشر عاما من الصبر والمثابرة .
صور تائهه بين عناد نقابي ومناكفه حكوميه ، معلمين دفعتهم ظروفهم الاقتصادية وإحساسهم بغياب العدالة الى الاحتكام لعدالة الشوارع والميادين ، وحكومه ترفض لي الذراع والمساس بهيبتها من جهته وأقتصادنا المتهالك من جهه أخرى
وأنقسم الفرقاء ودارت رحى المعركه في ميادين التواصل الاجتماعي وفي خضم المعركه وعندما لم يستطع اي من الفرقاء حسم المعركه ،ظهر الخلفاء
وقف الى صف المعلمين البسطاء والفقراء والمهمشين وووووووو وكل من لم ينعم بدفء العدالة يوما والمفارقة ان بعض من كان له دورا في ما وصلنا اليه اليوم ومن كان في مطبخ القرار وأصبح خارج السلطه شكل مجموعه من قارعي الطبول وتطوع في صف المعلمين _ ليس حبا في علي بل كرها بمعاويه _
وفي المقابل تقف الحكومه متسلحه بكل أدواتها الأمنية والقانونية وذريعتها الاقتصادية ونفسها الطويل ورجالاتها الذين لم يعرفو يوما الا فن التأزيم ، وتحالف معها طوعا بعض مقتنصي الفرص والاهثين وراء مكسبا هنا ومطمعا هناك وبعض الأقلام المأجورة التي لم تكن يوما الا سكاكين تقطع في اشلاء الوطن
اتضح المشهد جليا وكان لا بد من اخراج فني يليق بهذا المشهد التراجيدي الكبير بقصته وأحداثه والممثلين ، وأدلى كل بدلوه ،شعارنا ليس المهم ما نقول بل المهم أن نقول
وهنا اقول
دوله رئيس الوزراء
لشخصكم الكريم كل التقدير والاحترام وأنتم تحملون ارث المارقون على حكوماتنا المتعاقبه بخيرهم وشرهم
أسمح لي دولتكم أن أكون المخرج المفقود فأن احسنت فهي بصمه في ثرى الوطن وأن اسأت فهناك متسع في سله المهملات لمثل افكاري
دوله الرئيس
أسمح لي دولتكم وانا اشاهد الأزمات التي يمر بها الوطن ان اذكر وعلى سبيل المقارنه هذه القصه التي حدثت معي
" بعد تعييني بسنوات بوظيفه عامه أشتريت سياره موديل ١٩٨١ عن طريق مؤسسه تمويل أموال الأيتام وبعد فتره قصيره من الاستخدام أصبحت زائرا دائما للمدن الصناعية أصلح الضو يخرب السلف أصلح السلف يخرب الدينمو أصلح الدينمو تخرب البريكات اصلح البريكات النشر العجلات أرقع العجلات تنكسر أيد الباب أربط أيد الباب بخيط ، وبعدين صار غطى الماتور يفتح لحالو وصارت تصرف زيت ، وقشر الدهان ووووووو
دوله الرئيس
أعتذر أشد الاعتذار أن أزعجتك بقصتي " بس والله هاذ الي صار "
"وبيوم من الأيام قاعد عند صاحبي الميكانيكي أبو علي أنتظر دوري بالتصليح والترقيع ، وصبلي كاسه شاي وقالي ( ريح حالك وأفرعها ع الشصي ) سد نفسي عن كاسه الشاي وقالها ثانيه ريح بالك وأفرعها ع الشصي الترقيع ماعاد ينفع
وفعلا وبعد حديث طويل اقنعني بوجه نظره لملمت حالي واستقرضت وبالفعل فرطتها على الشصي ، وأشتغلتها صح ومن يومها ما شفت ابو علي غير ع الفيس بوك " .
دوله رئيس الوزراء
قد تجد بين سطور معاناتي مع ( الاوبل كادت ١٩٨١) الحل المنشود وقد أكون المخرج المفقود
سينازل المعلمون أذا تنازلنا عن المثل القائل " محمد يرث ومحمد لا يرث "
قد نخسر زمره ولكن سنكسب شعب.
مع الاحترام