افريقيا تعترف بالمجلس الانتقالي ممثلا لليبيين والقذافي يدّعي بقاء نظامه

اعترف الاتحاد الافريقي أخيرا بالمجلس الوطني الانتقالي بصفته الممثل الشرعي للشعب الليبي بديلا عن العقيد الليبي الهارب معمر القذافي الذي قال إن نظام الحكم الذي أسسه يقوم على سلطة الشعب ولا يمكن الإطاحة به، لكن الرئيس الأميركي باراك أوباما دعا أمس إلى إجراء انتخابات نزيهة في ليبيا بدون أن يضع وقتا محددا لها.
وأوضح بيان للاتحاد أمس ان رئيس غينيا الاستوائية تيودورو اوبيانغ نغيوما الذي يتولى رئاسة الاتحاد الافريقي "يعلن ان الاتحاد الافريقي يعترف بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا للشعب الليبي، في حين تشكل حكومة انتقالية شاملة لجميع الاطراف والتي ستشغل مقعد ليبيا في الاتحاد الافريقي".
وقد رفض الاتحاد الافريقي طويلا الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي بعدما حاول القيام بوساطة بين المتمردين وحكم العقيد القذافي، لكن مساعيه باءت بالفشل.
من جهته قال القذافي إن نظام الحكم الذي أسسه يقوم على سلطة الشعب ولا يمكن الاطاحة به وذلك في رسالة صوتية مسجلة بثت أمس.
وأضاف القذافي في الرسالة التي بثتها قناة الرأي التلفزيونية ومقرها سورية ان طائرات حلف شمال الاطلسي لن تتمكن من استكمال عملياتها في ليبيا.
وأوضح "لا شرعية الا لسلطة الشعب لا شرعية الا للمؤتمرات الشعبية الاساسية اللي في عضويتها كل الشعب الليبي رجالا ونساء وما عدا ذلك فهو باطل وغير شرعي ولن يجد أرضا يقف عليها فسلطة الشعب دونها الموت هذا ما قاله الليبيون. وهاهم يموتون دون سلطة الشعب الآن".
وتابع "فلا تفرحوا ولا تصدقوا بأن هناك نظام أطيح به وهناك نظام فرض على الشعب الليبي بالقصف الجوي والبحري هذه مهزلة شرعيتها معلقة في الجو مع قنابل طائرات الناتو التي لن تدوم".
وأطيح بنظام القذافي الشهر الماضي حيث يعيش الكثير من أفراد عائلته والدائرة المقربة منه الان في المنفى. وتعهد القذافي منذ وقت طويل بالبقاء في ليبيا ويحظى ببعض الدعم في ثلاث بلدات مازالت خارج نطاق سيطرة المجلس الوطني الانتقالي الليبي.
من ناحيته اعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما أمس أن الليبيين "يكتبون اليوم فصلا جديدا من حياة امتهم"، وذلك في كلمة القاها في نيويورك خلال اجتماع مخصص لدعم المرحلة الانتقالية في ليبيا ما بعد القذافي.
ودعا اوباما في كلمته امام اجتماع "اصدقاء ليبيا" على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة الى اجراء "انتخابات حرة ونزيهة" في ختام المرحلة الانتقالية من دون ان يحدد تاريخا لذلك.
وتابع الرئيس الأميركي "ان ليبيا هي مثال لما يمكن ان يقوم به المجتمع الدولي عندما نكون موحدين" في اشارة الى اجتياح القوات الاميركية العراق عام 2003 من دون قرار صادر عن مجلس الامن ما ادى الى انتقادات واسعة لقرار الرئيس الاميركي في تلك الفترة جورج بوش.
وقال أوباما ايضا "لا نستطيع كما لا يجب ان نتدخل كلما حصل ظلم في العالم (...) الا ان الامر كان مختلفا هذه المرة. لقد وجدنا الشجاعة والرغبة الجماعية بالتحرك".
وبعد أن التقى للمرة الاولى رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل في مقر الامم المتحدة حيث شاركا معا في اجتماع "أصدقاء ليبيا"، وامام مواصلة المعارك في ليبيا بين الثوار وقوات القذافي اعلن الرئيس اوباما ان مهمة الحلف الاطلسي في ليبيا ستتواصل. كما اعلن اوباما ان السفارة الأميركية ستفتح ابوابها مجددا هذا الاسبوع في طرابلس.