ناهض حتر…الفتى الذي أضعناه
هذه المقدمة الطويلة ليست لي بل من خيرات السوشيال ميديا الايجابية، نهديها للشهيد ناهض حتر في ذكرى إستشهاده، ولروحه التي لا تزال تطوف أدراج قصر العدل:
"سأل القاضي قاتل الرئيس المصري السابقأنور السادات:
"قتلت السادات ليه؟
قال له لأنه علماني
فرد القاضي: ويعني إيه علماني؟
فقال القاتل:"ما عرفش"…!!!
وفي حادثة محاولة اغتيال الأديب المصري الراحل نجيب محفوظ سأل القاضي الرجل الذي طعن نجيب محفوظ:
لماذا طعنته؟
فقال الإرهابي"بسبب روايته أولاد حارتنا"
فسأله القاضي:هل قرأت رواية أولاد حارتنا؟
فقال المجرم:لا….!!!
وسأل قاضي ثالث الإرهابي الذي قتل الكاتب المصري
فرج فودةلماذا اغتلت فرج فودة؟
أجاب القاتل :لأنه كافر
فسأله القاضي: كيف عرفت أنه كافر؟
أجاب القاتل:من كتبه
قال القاضي:ومن أي من كتبه عرفت أنه كافر؟
القاتل :أنالم أقرأ كتبه
القاضي:كيف؟!!!!
أجاب القاتل :أنا لا أقرأ ولا أكتب..!!!!
هكذا دفعت مجتمعاتنا ثمن الجهل وضريبة التلقين والتعبئة الخاطئة لعقول استغلها مجرموا العصر ومفسدي الدين والدنيا..!! (انتهى الاقتباس)
في إفادة قاتل ناهض حتر، اعترف انه لا يعرفه أبدا، وأخرج صورة له من جوجل ليتعرف عليه.
لولا حملة التحشيد والتضخيم والشيطنة لما فكر قاتل ناهض حتر، وأمثاله كثر من الحكم بنفسه لانهاء حياته.
3 سنوات مضت بغفلة منا كأنها ساعات معدودة فلا تزال دماء حتر ساخنة على ادراج قصر العدل ظاهرة للعيان.
للأسف الشديد، استمرت الخلافات في الرؤى والتفكير والمواقف السياسية التي كانت بين ناهض حتر وخصومة الكثر بعد استشهاده بشكل لا تختلف عنه في حياته، فبقي الكثيرون يحاسبونه على مواقفه المثيرة للجدل، برغم ان الرصاصات الجبانة التي اودت بحياته كان عليها ان تزيل اي خلاف معه او حوله.
شخصيا؛ لم اكن على وفاق مع بعض افكار وطروحات حتر، وكانت حجم الخلافات بيننا اكثر من حجم الاتفاق، مع اننا ابناء مؤسسة واحدة (العرب اليوم…التي قُتلت مثلما قُتل ناهض)، لكن تسمو الشهادة على كل خلاف، ومن يقدم روحه في مواجهة قوى الظلام، لا يبقى بعد ذلك مساحات للخلاف معه، فالشهادة تَجٌبُ ما قبلها.
3 سنوات مضت ولا تزال الأحوال على حالها، بل في اتساع لغة الكراهية والحقد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن يتابع التعليقات البائسة حول اي قضية خلافية يكتشف حجم الكراهية في العقول والقلوب، لا تغسلها النصائح والدعوات الطيبة، وإنما تخفف منها قبضة القانون عندما تكون حاسمة وصارمة وحادة.
بعد انتشار ظاهرة العنف والتطرف في معظم مجتمعاتنا العربية، باتت ثقافة التسامح إحدى أهم الضرورات الإنسانية والأخلاقية في الواقع المعاصر، وهي الوحيدة القادرة على تجاوز محن الشعوب من ويلات القتل والتدمير والإرهاب.
إن انتشار لغة العنف يؤدي إلى إلغاء الآخر، أما لغة التسامح فهي تكرس حقيقة الاعتراف بالآخر، كما انّ الشخص المتسامح يكون أكثر انتاجية وأكثر طاقة لأنّه يرفض التصرفات الهوجاء أو التفكير بالانتقام، وإذا كان التسامح يعترف برفض ثقافة العنف فإنّه يفتح المجال لفهم آراء الآخر، لا بل ويؤثر فيها وفق أسس عقلانية.
في الذكرى السنوية الثالثة لاغتيال ناهض حتر؛ لنعلي ثقافة التسامح، وتقبل الآخر، وإن اختلفنا في الكلمة والفكر، علينا أن لا نهرب منهما إلى لغة الرصاص، فالحياة أجمل بكثير من الموت.
الدايم الله…