اخبار البلد  - مقدمة من عمر شاهين - ظهر أن تقارير السفارة الأمريكية التي نشرتها ويكليكس عبارة عن استمزاج أراء مقربين منها، وليس من جواسيس متخصصين خبراء متمكنين ومؤهلين، فالوثيقة الخاصة عن محافظة الزرقاء- كما ترجمها الدكتور عامر السبايلة-  بدت مثل أي رأي استمزاجي من شخص له معرفة عامة عن المحافظة واقصد هنا رأي عام غير متعمق ، في تاريخ المحافظة، وتقسيمها، وبعدها السياسي والاقتصادي، وبإمكان أي شخص ناشط اجتماعي أن يظهر ركاكة ما كتب من ناحية المعلومات أو التحليل.حيث ظهرت الوثيقة والتي تتحدث عن محافظة مهمة جدا في التكوين الاجتماعي والسياسي والعشائري وكان ما كتب أشبه بسواليف الناس .

فما تنكره ويكليكس يظهر كسل السفارة الأمريكية في تقصي الحقائق ، واكثر ما أثار استغرابي ان مخيم الزرقاء كما في الوثيقة استقبل مهاجرين من عام 1967 ويبدوا أن كاتب الوثيقة لم يميز بين مخيم الزرقاء – العودة -  والسخنة.. فمخيم لعودة لا يوجد به من النازحين سوى عد قليل جداجدا، وكل بيوته من عام 1948 حتى اليوم هي لنفس المهاجرين أما النازحين، فتوجهوا إلى مخيم السخنة وأحياء وسط الزرقاء وضواحيها. ولم أر ذكرا لمخيم السخنة وخصوصيته .

و لمي تعرض التقرير مثلا إلى  التركيب السياسي في محافظة الزرقاء، وحجم الإخوان المسلمين وكذلك السلفية  التي تكثر في أحياء وسط المدينة وبل ذكر  أن أشهر أهل الزرقاء هو أبو مصعب الزرقاوي، وهذا بالنسبة للأمريكان  بينما هناك قيادات سلفية واخوانية تفوق الزرقاوي شهرة وتأثيرا  فالشيخ أبو مصعب الزرقاء اشتهر كقائد للقاعدة في العراق ولكن أثره السياسي في الأردن محصور  مقارنة مع غيره وذلك قبل سفره إلى أفغانستان في المرة الثانية وبعد رئاسته " لتنظيم التوحيد والجهاد "وفيما بعد اشتهر بأحداث تفجيرات فنادق عمان ولم يتعرض التقرير لذكر الأسماء السياسية الأخرى ومعرفة نسب الزرقاوي للزرقاء معلومة شائعة وعدم ذكر أسماء قيادية من السياسيين أو الجهاديين يبين عدم عمق التقرير ومصدره .

 قالت الوثيقة إن رئيس البلدية هو موسى الغويري والصحيح محمد موسى الغويري وأضافت أن فوزه نتاج الإفراز العشائري وهذا خاطئ لان محمد موسى الغويري فاز في انتخابات 2007 وهي مزورة وهنا لا اتهمه شخصيا بل اقصد أن الرقم الذي حققه 45000 يفوق بكثير عدد المصوتين من عشيرته. بل  معقولية بصعوبة أو استحالة أن يحقق  أي مرشح مهما كانت الجهة الداعمة له سوى أن تكون جهة أمنية قادرة على تحقيق عدد الأصوات كما تشاء.

 وهناك معلومات كثيرة لا أود أن أناقشها وخاصة أن من يسكن الزرقاء ، هو الذي لا يستطيع أن يرحل منها وهذا خطا، و اهانة لكل محب لهذه المحافظة،  ففي المحافظة مئات البيوت تفوق قيمة شقق فخمة من عمان، واتهمت الوثيقة شوارع الزرقاء بأنها مخنوقة مرويا وهذا أيضا خطا لان الأزمة المرورية في عمان وكذلك السكنية في الشرقية منها تفوق الزرقاء بكثير.

لم تتعرض الوثيقة إلى التزوير في الانتخابات التي شهدتها المحافظة بلديا وانتخابيا حيث يشكك الخبراء في أكثر الأسماء التي فازت بعد تاريخ 1993 وراحت الوثيقة تحلل النتائج وخاصة ما يتعلق في إفرازات الإخوان المسلمين منها، والصول الفائزين ويبدوا أن منقل السفارة إما إفراز تزوير أو تابع لجهة حكومية وأمنية، ومن المعروف أن مسئولين حكوميين ومنتخبين من الزرقاء  التقوا بالسفير الأمريكي ومعظمهم من المحسوبين جيدا على أجهزة المخابرات وهذا واضح من خلال الكلام، الذي لولا لا أريد الإطالة على القارئ لفندته جملة جملة، وأظهرت ضحالة تقارير جواسيس السفارة الأمريكية وما تنشره في الفترة الأخيرة ويكليكس تهريبا من تقارير السفارات وخاصة ما نقراه اليوم عن الزرقاء يظهر بوضوح ما قلته أنها استمزاجات إما لأناس يخدعون السفارة أو أنهم كاذبون أو ساذجون لديهم معلومات سطحية وما نراه يكتب عن الزرقاء يجب أن يؤخذ عن كل تقارير ويكليكس التي هي روتينية من أذان السفارات وليس المعتمدة لأجهزة المخابرات الأمريكية والتي تأخذ تقاريرها من أجهزة معتمدة وحكومية .

وتاليا نص الوثيقة