مشعل احمد نهار المجالي في ذمة الله

اخبار البلد - بقلم: د . احمد عويدي العبادي

هوى نجم من الصدق والوطنية والاباء والعفة والانتماء عاش مسكونا بهاجس الأردن واهل الاردن والهوية والشرعية والوطنية وعاش ومات صادقا مظلوما وهو يحمل هم الوطن ويحارب الفساد والمفسدين ومعاقل الظلم والظلام الذين دنسوا التراب ونهبوا البلاد والعباد كان يحاربهم ويعريهم علنا بالكلمة والوثيقة الدامغة فلا أحد من المسؤولين سمع كلامه ولا أحد قرأ ما بحوزته من ادانات للفاسدين من المسؤولين لان خصومه كانوا شركاء باللصوصية والفساد.

انه المغفور له بإذن الله المرحوم مشعل احمد نهار المجالي الذي كان موظفا في جامعة البلقاء التطبيقية بالسلط والذي عرفته وارتبطنا معا بصداقة صادقة على مدى عشرين عاما كان فيها نعم الوطني الصادق المخلص الذي لا يكذب ولا يراوغ ولا يداهن ولا ينافق ولا يتوانى عن المشاركة في أية فعالية تخدم الأردن او تجابه الفاسدين والمفسدين وكان يرفع صوته عاليا ولا يعرف الخوف او التراجع او الخنوع او الذل لغير الله سبحانه وتعالى وعاش ومات على هذا.

كان مشعل المجالي رحمه الله الرجل الابي الذي رفض الرضوخ للأصنام ومن يعبد الاصنام والطواغيت ومن يقدس الطواغيت وحاربهم بالحجة القوية والكلمة الأردنية النقية وكانوا يهربون من مجابهته لأنهم فاسدون جبناء قاتلهم الله وهم يحملون اوزار الباطل وهو يحمل مشاعل الحق وليس للباطل طول او حول مع الحق وكانوا أكثر منه قوة وجمعا فأحالوه على الاستيداع لتجويعه ولكي يرضخ ويضعف وزاده ذلك ايمانا وقوة واصرارا على موقفه وقناعاته ومبادئه فقد كانوا أحزاب الباطل وكان هو قلعة الحق والشجاعة والقناعة واستعانوا عليه بالشيطان واعوان الشيطان واستعان هو عليهم بالرحمن واعوان الرحمن ولئن غلبوه في جولاتهم فانه عند الله تجتمع الخصوم.

كما قال سيدنا على ابن ابي طالب أما والله إنَّ الظُلم شؤمُ، وَلاَ زَالَ المُسِيءُ هُوَ الظَّلُومُ. إِلَى الدَّيَّانِ يَوْمَ الدِّيْنِ نَمْضِي، وعند الله تجتمعُ الخصومُ.

ستعلمُ في الحساب إذا التقينا، غَدا عِنْدَ المَلِيكَ مَنِ الغَشُومِ

ظلموه وجرجروه في المحاكم ولم يرضخ وحاربوه بلقمة عيشه ولم يرضخ وتعاملوا معه بالوعيد والتهديد ولم يرضخ وبالترغيب والترهيب ولم يرضخ وتعاملوا معه بالإغراء وشراء ذمته ولم يرضخ وقال ان ذمته ليست للبيع ولم يرضخ لأنه كان صاحب مبدا من البقية الباقية النادرة في الأردن رحمه الله

كان يهمه الأردن وهويته وشرعيته ويريد الأردن ومصلحة الأردن ولا يفرق بين تراب وتراب مادام اردنيا ولا بين أبناء الوطن كلهم اهله واسرته فأصبح كبيرا بهم وابنهم جميعا كما كنا كبارا به رحمه الله واسكنه فسيح جناته فهو من الربة ويسكن السلط فالسلط هي الربة والربة هي السلط بالنسبة له كما هي بالنسبة لنا أيضا

كان يؤمن ان السبيل الوحيد لانقاد الأردن هو المشروع الوطني والدولة الوطنية والحركة الوطنية الأردنية لذلك كان أحد رموز الحركة واحد حكمائها وكنا نسمع له ونستشعر الكرك بتاريخها وأهلها الكرام عندما كنا نسمعه بلهجته الكركية الجميلة التي أحبها انا شخصيا واطرب لسماعها كما أطرب الى سائر اللهجات الأردنية والتي اتقنها جميعا

لكنه بقي أكثر قوة من الفاسدين والمفسدين رغم انه كان في عرفهم ضعيفا وأغنى منهم كرامة وقوة وشهامة وكان في عرفهم فقيرا وبقي يحب الأردن رغم ما وقع عليه من ظلم من اجل الأردن وكنت واياه على اتصال دائم حتى قبل وفاته بإيام عندما هاتفني من المدينة الطبية يطمئن على الأردن وكنت انوي زيارته لا ان القدر عاجله قبل ان تكتحل عيناني برؤيته ووداعه وانني والله لحزين لفراقه رحمه الله

وكان من رموز وقيادات الحركة الوطنية الأردنية وعندما كان يتحدث بلهجته الكركية كنا نشعر بالراحة ونشتم عبق التاريخ وشرعية التاريخ ونستذكر الأمير قدر المجالي والشهيد إسماعيل الشوفي المجالي ونستذكر إبراهيم الضمور الغساسنة والد الذبيحين فالكرك ولادة وستكون ولادة الى يوم القيامة

لقد ورث المغفور له بإذن الله تعالى المرحوم مشعل احمد نهار المجالي هذه الكرامة بالجينات الوطنية وجينات الدم والوراثة فكانت طبعه وغريزته التي كانت تزداد قوة مع الأيام والتضحيات ولم تكن هذه غريبة او طارئة فكان أكبر من كل المسؤولين الفاسدين والظالمين وأصحاب القرار الذي ظلموه كما ظلموا غيره من قبل ومن بعد من الوطنيين وحاربوه في لقمة عيشه وحرموه من الدواء ولكن هم الوطن كان داءه ودواءه

رحمه الله واسكنه فسيح جناته والهم اسرته وذويه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون