ما هي إجراءات عزل ترامب؟ وكيف تؤثر على صفقة القرن؟
اخبار البلد-
إجراءات عزل أي رئيس أميركي "غير سهلة، وهناك طريق طويل حتى يتم الأمر بنجاح، بحسب العين صخر دودين، الذي أوضح لـ”الغد” المراحل والخطوات الواجب تنفيذها إذا ما أراد الكونغرس عزل الرئيس دونالد ترامب.
تصريحات دودين جاءت تعليقا على إعلان رئيسة مجلس النواب الأميركي الديموقراطية نانسي بيلوسي أمس الثلاثاء، عن فتح تحقيق رسمي بهدف عزل الرئيس ترامب، المشتبه بانتهاكه الدستور عبر السعي للحصول على مساعدة دولة أجنبية لإيذاء خصمه الديموقراطي جو بايدن.
إلى ذلك، أوضح دودين أن عزل ترامب يمر بمرحلتين هامتين، أولهما موافقة الكونغرس الذي يضم أغلبية من الديمقراطيين والمؤيدين لعزل ترامب، والمرحلة الثانية مجلس الشيوخ الذي لم يحسم قراره بعد.
دودين علل السبب الرئيسي من السعي لعزل ترامب بـ”سياسته الحمقاء” خصوصاً الخارجية، والجرائم المتعددة مثل التدخل بالقضاء واستخدام الدستور لمصالحه الشخصية.
وفي حال تم عزل ترامب ضمن الإطار القانوني، فإنه بحكم الدستور الامريكي، يتولى مقاليد الحكم من بعده نائبه مايك بنس الذي يحمل نفس الفكر "الترامبي” الداعمة لإسرائيل، لكنه سيطرحها بأسلوب مهذب كمن "يضرب الصفعة بالقفازات”، بحسب العين دودين.
وحول انعكاس عزل ترامب على صفقة القرن، قال دودين، "ان صفقة القرن تمت خلال عهد ترامب من خلال نقل السفارة الامريكية الى القدس، وضم الجولان ولأول مرة خلافاً للقواعد الدولية، والتوسع بشكل مرعب ببناء المستوطنات في الضفة الغربية خلال السنوات الاربع الماضية”.
وأكد ان من يسعى الى إفشال حل الدولتين هي سياسة ترامب "السخيفة” من خلال دفع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتياهو الى إطلاق تصريحات مستفزة كان اخرها ضم غور الاردن الى إسرائيل.
وختم دودين حديثه بأن عزل ترامب ستكون صفعة قوية لمن انقادوا خلفه في منطقتنا.
من جهته، استبعد وزير الداخلية الاسبق سمير الحباشنة عزل الرئيس ترامب، وذلك لأن الجمهوريين لديهم سيطرة واسعة على مجلس الشيوخ الأمريكي ولديهم موقف داعم لموقف ترامب.
وحول انعكاس عزل ترامب على صفقة القرن قال الحباشنة "الصفقة لا تلقى قبولاً لدى الجمهوريين والمنظمات اليهودية العالمية للمارسات الشنيعة التي تقوم بها إسرائيل في المنطقة”.
وربط الحباشنة سيناريو العزل بتأجيل الاعلان عن صفقة القرن الى ما بعد انتخاب الرئاسة الامريكية.
وأوضح الحباشنة ان المساعدات الامريكية للمنطقة ليست مرتبطة بإدارة ترامب وإنما في الادارات الامريكية السيادية.
وفي حال تم سيناريو عزل ترامب قال الحباشنة، ان انعكاس العزل "سيضرب من تهدئة اللعب في المنطقة، وسوف يتجه الاهتمام الامريكي الى الداخل وتأجيل التفكير في الشأن الخارجي، الامر الذي يعمل على التهدئة من التوتر والنراعات في المنطقة العربية”.
يشار الى ان مراحل عزل رئيس الولايات المتحدة الامريكية يجب أن تمر بالفقرة الثانية من المادة الأولى من الدستور الأمريكي والتي تنص على أن مجلس النواب "يختار رئيسه والمسؤولين الآخرين، وتكون لهذا المجلس وحده سلطة اتهام المسؤولين”، لذا فإن العزل يجب أن يبدأ من مجلس النواب.
ويجب على المجلس أن يخوّل إحدى لجانه، وعادة ما تكون اللجنة القضائية، للتحقيق مع الشخص المعني.
وفي حال حددت اللجنة وجود أمر ما، فإن بإمكانها إعادة مواد العزل للمجلس ككل، ليقوم بالتصويت بأغلبية بسيطة.
وبما أن الديمقراطيين يسيطرون على مجلس النواب الآن، فإن بإمكانهم بسهولة تحقيق ذلك ضمن هذا الحزب غداً على سبيل المثال، لكن هذه الخطوة الأولى فقط. فالفقرة الثالثة من المادة الثانية للدستور ترسل القضية برمتها إلى مجلس الشيوخ، إذ ينص الدستور على أن "لمجلس الشيوخ وحده سلطة إجراء محاكمة في جميع تهم المسؤولين.
وعندما ينعقد مجلس الشيوخ لذلك الغرض، يقسم جميع أعضائه باليمين أو بالإقرار”.
وعندما تتم محاكمة رئيس الولايات المتحدة، يرأس رئيس القضاة الجلسات: ولا يجوز إدانة أي شخص بدون موافقة ثلثي الأعضاء الحاضرين”.
ويتضمن الجزء الخاص بمجلس الشيوخ في عملية العزل محاكمة يكون فيها النواب مدّعون عامّون بينما يكون مجلس الشيوخ أعضاء بهيئة المحلفين.
ويجب أن يصوّت ثلثيهم بالإدانة، وبالقيام ببعض الحسابات فيجب أن يكون عددهم 67 سناتوراً على أقل تقدير، وبالتقسيم الحالي للحزب، فهذا يعني أن على 20 سناتوراً جمهورياً أن يصوت لإدانة ترامب، على افتراض بأن كل الديمقراطيين سيصوتون لصالح ذلك أيضاً.