لا غالب ولا مغلوب إذا ربح الوطن ..

اخبار البلد-

 
قضیة المعلمین ومطالبھم وإضرابھم ما تزال تستحوذ على اھتمام الرأي العام الأردني ووسائل الإعلام. ولأن المستجدات قلیلة، والإضراب یراوح مكانھ، فإن القلق یساور الآلاف من المواطنین على توقف تعلیم أبنائھم وبناتھم لاستمرار الإضراب الذي استھل أسبوعھ الثالث، وسط تضارب المعلومات والتصریحات .بین الحكومة ونقابة المعلمین، حول سبل إنھاء الإضراب وتلبیة المطالب وتعزیز الثقة مرة أخرى نود التأكید ھنا على أھمیة الاستجابة لمطلب المعلمین الأساسي (وھو علاوة المھنة التي یریدونھا بنسبة خمسین بالمئة من الراتب الأساسي). وحتى اللحظة لم یصدر عن الحكومة ما یشیر إلى استعدادھا لتلبیة ھذا المطلب، وإن كان بنسبة أقل، ولم یطرح على طاولة الحوار الذي نخشى أن تصبح أبوابھ مسدودة مما یزید من تعقید الأزمة. وفي كل یوم نصحو على تصریحات في الصباح تنقض مثیلة لھا في اللیلة السابقة، وكأن كلام اللیل یمحوه النھار. والنقابة (ممثلة بنائب النقیب وأعضاء المجلس) لم تتوقف عن التأكید على استمرار الإضراب طالما لم تنظر الجھة الحكومیة المعنیة بالعلاوة وتقر بأنھا مستحقة. وفي الوقت الذي سحبت الحكومة ربط العلاوة بالحوافز والمسار المھني وذھبت إلى اقتراح ثالث، ترى النقابة أنھ غیر واضح ولا مفھوم، یعاني الطلبة من انقطاعھم عن الدراسة ویتصاعد قلق أولیاء أمورھم. ویشتد التلاوم بین الجانبین اللذین یفترض أنھما «طرف واحد» وأن المصلحة العامة تجمعھما .وتحكم مواقفھما أرى أننا في الصحافة لسنا قضاة، ولا نصدر أحكاما بـ «مع» أو «ضد» ولكن علینا أن نؤشر إلى ما نعتقد أنھ یكفل مصلحة الوطن التي تعني تطابق مصالح الجمیع طلابا ومعلمین وعملیة تعلیمیة؛ ذلك أن مصلحة المعلم ھنا تقترن بمصلحة الطالب واحترام المعلم وتأكید ھیبتھ وتوفیر ظروف معیشیة مناسبة لھ وحیاة كریمة تجعلھ ینھض بمھامھ وعملھ على أفضل وجھ، لیساھم في تقدم العملیة التربویة وتطورھا عن رضا وقناعة. وھذا ما یقولھ الجمیع في تصریحاتھم .لكننا نحتاج إلى إجراءات تیسر الوصول إلى تلك الأھداف دون تردد، بدلا من تراشق لا یجدي حول قانونیة الإضراب والموظف العام كثیرة ھي الاقتراحات التي قدمتھا لجنة التربیة النیابیة وبعض الشخصیات التربویة والإداریة الخبیرة، ولكنھا لم تقنع النقابة، أو تجاھلتھا الجھة المعنیة بالحكومة. وھنا نؤكد أھمیة تعدیل وسائل التفاوض وأسالیب الحوار، لكي نفتح الطریق لحل معقول ومقبول. ولابد أن ینأى الجانبان عن التعنت «فعلا لا .قولا»، وأن یكفا عن أسلوب المغالبة و«المكاسرة» ولي الذراع، فلا غالب ولا مغلوب إذا ربح الوطن.