الحوثيون وتصريحات بومبيو

اخبار البلد-

 
«المهمة المتعلقة بإيران تجنب الحرب»؛ ما صرح به مايك بومبيو وزير الخارجية الامريكي لفوكس نيوز يوم امس الاحد لينضم بذلك الى رئيسه ترمب الذي قال بأنه لا يرغب بخوض حرب مع طهران؛ علما بأن بومبيو اظهر تشددا كبيرا تجاه طهران اعقب مهاجمة منشآت النفط السعودية في بقيق وخريص السعودية؛ فلماذا غير بومبيو موقفه؟ 
تصريحات مايك بومبيو جاءت بعد تصريحات قوية لزعيمة الاغلبية الديمقراطية في مجلس النواب الامريكي نانسي بلوسي التي قالت فيها بأنه لا يحق لترمب ان يورط الولايات المتحدة في حرب مع طهران؛ وان مجلس النواب قادر على تعطيل هذه الاجراءات وان الحالة الوحيدة التي يستطيع الرئيس ان يعلن فيه الحرب او ان يشن هجمات تأتي في سياق الدفاع عن الولايات المتحدة الامريكية؛ لا في اطار الدفاع عن العربية السعودية، موجهة انتقادات قوية لعلاقة الرئيس الامريكي بولي العهد السعودي.
الصراع في الولايات المتحدة الامريكية حول رد الفعل المناسب تجاه ايران لا يقتصر على الادارة الامريكية واقطاب الحزبين الجمهوري والديمقراطي؛ فوزارة الدفاع الممثلة بالبنتاغون والقوات المسلحة الامريكية لا تجد مبررا لخوض حرب مع ايران؛ اذ برر وزير الدفاع مارك اسبر ارسال تعزيزيات الى السعودية بالقول انها لتعزيز البنية التحتية للدفاعات الجوية السعودية ولا يوجد اي نوايا لخوض حرب مع طهران؛ تصريح ترافق مع تقديم تأشيرة دخول لكل من وزير الخارجية الايراني ظريف، ورئيس الجمهورية الاسلامية علي روحاني.
جل الطبقة السياسية في امريكا لا ترغب بالحرب مع طهران ومتفقة على ذلك؛ غير انها تجد في النقاش والجدل المرتبط بالحرب ساحة للتصارع تمكنها من اكتساب رصيد لدى الرأي العام الامريكي المناهض أي شكل من اشكال الحرب في المرحلة الحالية مع طهران او سواها.
المؤشرات لا تقتصر على الساحة الامريكية اذ ابدت الدول الاوروبية والامم المتحدة ترحيبا بالمبادرة التي قدمها الحوثيون (حركة انصار الله) في اليمن لوقف الهجمات داخل الاراضي السعودية مقابل وقف السعودية غاراتها داخل اليمن؛ الاهم من ذلك ان هناك تسريبات تشير الى ان القيادة السعودية اظهرت تحفظا تجاه الرواية الامريكية التي تقول بأن الهجمات التي تعرضت لها جاءت من ايران؛ مصادر تلمح من خلال التسريب إلى ان السعودية تفضل ان تكون الضربة موجهة للحوثيين وبدعم اممي؛ أمر لم يتحقق للسعودية خصوصا بعد الهجمات العنيفة على الحديدة، فرد الفعل الدولي والاوروبي كان معاكسا للتوجهات السعودية.
الفوضى عارمة في تحديد مصدر الهجوم تعكس الفوضى في التكتيكات والاستراتيجيات؛ فأوروبا لديها تصور لطريقة انهاء النزاع في الخليح والبحر الاحمر.
امريكا تقترب شيئا فشيئا من الرؤية الاوروبية؛ الا ان المناخ السياسي الداخلي والتنافس بين القوى السياسية يمنع من تقديم رواية واضحة وصريحة الى الآن على المستوى الامريكي؛ ما أشعر السعودية بالاحباط وضعف الرد الامريكي دفع السعودية منذ اللحظة الاولى للبحث عن الممكن الذي لم يعد ممكنا بتوجيه ضربة قاصمة للحوثيين؛ فالحوثيون التقطوا الرسالة سريعا، وناوروا بنجاح هذه المرة.