حول إفراط الحكومة باقالة شرف

 


 

لا نعرف إن كانت هناك ملفات مخفية تسببت في إقالة فارس شرف من موقعه كمحافظ للبنك المركزي. ربما رواية الحكومة ما زالت في طريقها للإعداد كي يخرج بها الناطق الرسمي علينا، وقد تم تحقيق كافة الشروط اللازمة لاقناع الناس بأن ما جرى يقع ضمن مصلحة الدولة العليا.

ومع أني لا صلة لي بالرجل المُقال قسرا، إلا ان الناس المختصين وذوي المعرفة المطلة يذكرونه بصفات منها الوطنية والصدق والعمل على حماية أموال الناس والوقوف بوجه هوامير الاقتصاد والتجار من ذوي الرياسات السابقة، والمتفق عليه أن «ألسنة الخلق أقلام الحق».

ليس المهم كيف تزيد الحكومة من الخناق عليها، أو كيف يضيق خصومها الطريق امامها، لكن الأهم كلفة القرار الذي مس موقعا سياديا من الناحية الاقتصادية، بالتأكيد هناك قصة مخفية وفصول غير مروية، لكنها تحتاج لتتمة من قبل الحكومة التي بات مطلوبا منها مواجهة الرأي العام بها، فالرجل المقال ليس من السهل ان يضحي بتاريخ النزاهة الذي تعلم عليه ونشأ به في وسط عائلة محترمة.

ولا يهم ان نعرف الحالات التي يقال بها محافظ البنك المركزي قانونيا، لكن الظاهر ان ثمة إفراطا في الممارسة السياسية للسلطة في امر الإقالة وعنفا داخليا انطوى على منع نائبة المحافظ خلود السقاف من دخول مكتبها، ويقابل ذلك فيض من الفوضى في دوائر الدولة. ورغم السجايا الطيبة في الحكومة إلا أن الطيبة والروح الوطنية والنظافة التي يتمتع بها الرئيس ليست وحدها التي تنقذ الدولة من حالة الارتباك التي نشهدها.

في المقابل، يجب الاعتراف أن ثمة خصومة غير بريئة مع الحكومة تستهدف إضعافها وتلميع رجال عصر منقض وإغداق الصفات «الوطنية» وتحاول ان تقوم بإعادة تهيئة لتلك الوجوة بشكل ممجوج وكأنها تنشد العودة المشتهاة، فاللهم جنبنا أولئك ممن ادخلونا نفق الفساد واعتبروا الدولة مزرعة وشركة.



Mohannad974@yahoo.com