الخيانة .. وزيارة السفارة

 

القانون الاسلامي واسع وفيه الكثير من الانظمة والقوانين والمواد التي قد يرجع اليها الانسان ليستقي منها مايفيده ويبعده عن الخيانة والتقول على الاخرين وعلى الاوطان كذبا وزورا وبهتانا , وهناك مادة في القانون الدولي الاسلامي العام تقول "إنه إذا خشي الحاكم المسلم خيانة قوم للعهد الذي بينهم وبينه، أعلمهم بأنه قد نقض العهد حتى يكونوا على علم بالحرب قبل وقوعها، لأن الله لا يحب الخائنين ".

 والخيانة هي الغدر ونقض العهد, والخيانة من سمات النفاق لما جاء في الحديث النبوي الشريف "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان" وأشد الناس فضيحة يوم القيامة هم الخائنون، ".

واسوأ انواع الخيانه خيانة الإخوة  قال تعالى"  أشداء على الكفار رحماء بينهم " فنكون على عكس هذه الصورة قوتنا على إخواننا ومحبتنا لأعدائنا، وخيانة في المشاعر, للحديث" من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم" فتراه يحزن ويتألم إن فقد درهما ولكنه لا يحزن أبدا ولا يتأثر على مصائب المسلمين في العالم .

وهناك خيانة عظمى هي خيانة الوطن, وذلك بأن يكون الشخص  مطية لأعداء الله في تنفيذ مخططاتهم وما فيها من دمار للبلاد والعباد، أو دليلا لهم على عوراتها، والعرب قبل الإسلام كانت ترى في خيانة الوطن جرما يستحق صاحبه فيه الرجم .

اما خيانة الذمة والعهد ,وذلك بالغدر فيمن دخل في جوارك أو بلدك او من تدخل في شؤون بلدك بمساعدتك وخنوعك وطأطأة راسك واكرامهم بمعلومات كاذبة من اجل الاساءة لبلد اواك او ارض تحملت خيانتك وغدرك .

وبعد فان الوطن غال، والوطن عزيز، والوطن شامخ، والوطن صامد لأن الوطن هو ذاتنا فلندرك هذه الحقيقة ولنحب وطننا بأقصى ما نستطيع من الحب وليكن وطننا هو المعشوق الأول، الذي لا يساويه ولا يدانيه معشوق آخر... فلا حياة إنسانية من دون وطن ولا وجود إنسانياً من دون وطن.
تعلمنا ومنذ نشأتنا الأولى على حب الوطن الذي فيه ولدنا وبه ترعرعنا وإلى ترابه رجعتنا، نحن في الاردن  وبمختلف ميولنا وانتماءاتنا السياسية والدينية علمتنا الأيام حب الوطن، ومهما كانت تجاربنا الفاشلة او الناجحة التي مررنا بها كأشخاص في هذا الوطن ومهما أحسسنا بسوء تقدير الغير لمؤهلاتنا أو حتى إحساسنا بأننا ظلمنا بهذا الموقف أو ذاك أو أنه لم يتم تقديرنا، فلا يحق لنا بأي شكل من الأشكال أن ننحو نحواً مخالفاً لمبدئنا الأسمى الذي هو حب الوطن، ولكن ماذا عمن تسول له نفسه أن يخون؟ وهل يحق لنا كأفراد من هذا المجتمع أن نخون وطننا مهما كانت نسبة الجور الذي لحقت بنا في فترة من الفترات أو التقول امام الاخرين بالظلم ,وهل من الممكن أن تكون الخيانة غير مقصودة,
يعتقد الكثيرون أن الخيانة هي موضوع نسبي ولكن الجميع أجمع على أن الخيانة لا يمكن أن تكون نسبية أو حتى قابلة للأخذ والرد ولا حتى مجرد التفكير فيها لو تعلقت بخيانة الوطن.
هذا فيما يتعلق بنا كأفراد ، اما خيانة الوطن  فهي أعظم وأكبر مما تحتمله أي نفس ، ويكاد يجمع البشر على مقت الخائن ، فكل فعل مشين يمكن للمرء أن يجد مبررا لفاعله الا خيانة الوطن , فإننا لا نستطيع أبدا أن نجد لها مبرر ،مهماكان السبب الذي يدفعك لهذا الفعل المشين فهو أبدا لا يشفع لك لتبيع وطنك وتغدو في عرفه خائن    من اجل البحث عن مركز او عن سلطة او حتى التفنن في الكذب المقيت الذي يسيء لوطن كامل اواك واطعمك وجعل منك وزيرا ومسؤولا وممثلا له في دول اخرى .

مهما أختلفنا في أفكارنا أو عقائدنا أو مبادئنا ، مهما ظلمنا او اعتقدنا اننا ظلمنا من  بني ابينا وقومنا وأهل وطننا الواحد فهذا أبدا لا يمكنه أن يبرر لنا خيانة الوطن ,لان هناك ثلاثة صفات أحداهن لا يكون إلا بالأخرى , الغـدر ، و الخيانة والنفاق , فالغدر يتطلب الخيانة والخيانة تتطلب النفاق ، وجميع هذه الصفات هي من أقبح وأرذل الصفات التي قد تجتمع عند إنسان ,حتى أقبح الناس صفات يكره ويمقت الخائن ويزدريه ، لان خيانة الوطن  تعني عدم المروءة بالضرورة ، والإنسان الذي لا يملك المروءة يمكنه أن يبيع عِرضهُ وشرفه كما يمكنه أن يبيع وطنه ، لان الوطن  هو بمنزلة العرض والشرف للإنسان . ومن هان عليه وطنه يهون عليه عرضه وشرفه ببساطة .
قد أختلف مع الحاكم وقد أمقته وأمقت حكومته ، قد يظلمني وطني ، قد أحيا غريبا فيه بسبب ما ألقاه من أبناء قومي وأبناء جلدتي أو ربما اعتقد ذلك ، لكن مامن عرف أو دين أو عقيدة أو فكر يبرر لي خيانة وطني , أنه العار نفسه أن تخون وطنك ، أنه عار لن يكتفي أن تلبسه وحدك بل حتى جميع أهلك وذريتك ، سوف ينظر لهم الناس شزرا ، سوف يزدرونهم ، ليس لأن الناس أشرار ، بل لأن الجرم الذي أقترفته عظيم ، وعظيمٌ جدا ، لذا فأنت به تظلم نفسك وأهلك فوق ظلمك لوطنك وأهل وطنك ، وما من شيء يغفر خطيئة خيانة الوطن  ،حتى من تخون وطنك لصالحهم ، ينظرون إليك كشخص حقير ، هم لا يثقون بك ولا يحترمونك بينهم وبين أنفسهم وأن أظهروا لك الإحترام ، فأنهم يبطنون المقت والإزدراء لك ، فهم يعلمون أنه لايمكن لعاقل أن يأمن الخوان ، ومن يبيع وطنه يبيع أوطان غيره بسهولة . ومن هان عليه وطنه ، تهون عليه أوطان الآخرين .
نعم يذهب كل شيء ,ويبقى الوطن  ما بقيت السماوات والأرض ، ومهما كان عذرك للخيانة ، فلا عاذر لك ، والوطن لا ينسى من غدر به وخان سراً أو علناً  فالخيانة تبقى خيانة ، وجه قبيح لا يُجمله شيء ، وأن صفحتْ السلطات عن خائن وسامحته  ـ لحاجة في نفسها ـ  وما اكثر مثل هذه المواقف عبر تاريخنا الاردني ,فالوطن والتاريخ لا يصفح أبدا ، ويظلان يذكران الخائن حتى بعد موته . فهما لا يغفران لخائن أبدا .

اذن على زوار السفارتين  الامريكية  والايرانية وغيرها من سفارات المال والنفوذ وخاصة الامريكية التي يشتكي لسفيرها من نبذهم الناس ومن سينبذهم الشرفاء في اردن الحشد والرباط, اردن الانصار والمهاجرين ,واردن الكرم والاخوة الذي تحمل مساويء الكثيرين,  ان يتنبهوا الى كثير من القضايا والامور وليعرفوا جيدا ان كل معلوماتهم الكاذبة والدنيئة عن الوطن ورجالات الوطن ونظام الوطن لن يفيدهم شيء وعلى الذين يخرجون بالمسيرات والاعتصامات ان يقفوا ضد افعال هؤلاء وان يمقتوهم وينبذوهم من بيننا وان يتذكروا ان الاشخاص والكراسي زائلة الا الوطن باق ,فكفانا مزاودات على وطننا وعلى قيادتنا وعلى رجالاتنا الذين ضحوا من اجل الوطن بينما المزاودون يلهفون ما يقع تحت ايديهم ويدعون الشرف والكرامة التي لايعرفون طريقا لها ويتهمون الاخرين بالفساد دون وجه حق  .