الشباب في خطر

اخبار البلد-

 
لأنهم مستهدفون من قبل جهات خارجية لا تريد لنا أن ننهض، ولا أن نتقدم، ولا أن نمتلك أسباب القوة، ومعلوم أن الشباب هم العنصر الذي يعتمد عليه في كل هذه الملفات والغايات، فكان لا بد أن يكونوا الهدف لهذه الجهات التي لا تريد بنا خيرا، ولا يقولن أحد لي أنك مسكون بنظرية المؤامرة والشك، فقد تم بالفعل استهدافنا ودفعنا الى الوراء، وإيصالنا الى الحائط، وحشرنا في الزاوية، وتم بالفعل اختطاف الطاقات الواعدة من شبابنا، والحاقها ببرامج الخصوم وبل وإعدادها لدور لا يخدم مصالحنا كأمة وكوطن، بل وأكثر من ذلك، تم تجنيدهم لهدم ما تبقى من حصون كنا نلوذ بها عند الشدائد، ونستخدمها للبقاء.
ما نحن فيه من فساد وتخلف وانهيار مادي ومعنوي، لم يأت من فراغ، بل كان مخططا ومدبرا من قبل أعدائنا، والضمير هنا لا يعود على حزب ولا فصيل ولا عشيرة ولا منطقة، بل يعود علينا جميعا، نحن كأمة استهدفنا من قبل أعدائنا، واعداؤنا هم من يحمل لنا ضغينة تاريخية كأمة كنا يوما سادة العالم واساتذة الدنيا، وهم يعلمون أننا نمتلك القدرة على العودة لاستئناف هذا الدور لو توفرت لنا الادارة والقيادة التي تنتمي لهذه الحضارة التي سادت يوما ما، وأن الشباب هم من يمكنهم أن يعيدوا الينا هذه المكانة، فكان لا بد من استهدافهم، وفي مرحلة مبكرة، من المدارس والمناهج، ثم في مرحلة النضوج والتعليم العالي، فمعاهدنا للأسف لم تعد تخرج الاجيال المنتمية لأمتها ووطنها وقضاياها، على كل المستويات الفكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، ولم تعد القيادات التربوية تعطى للكفاءة وانما للولاء للاشخاص والأنظمة والجهات التي تهتم بمصالحها دون معايير حقيقية، واختطفت الكفاءات والقيادات الواعدة وأخضعت لبرامج خاصة من قبل جهات تحرص على أن تكون هذه القيادات والكفاءات في دائرة الخصوم، لا في دائرة الامة ومصالحها ومشاريعها، ان كان هناك أصلا مشاريع للنهوض.
يحزنك أن ترى شبابا كانوا بالامس يحملون فكر أمتهم وهموم وطنهم، فإذا هم اليوم يتحدثون عن نماذج أضرت بالامة والدين والوطن كنماذج تحتذى، ويقلدون حتى في سلوكاتهم هذه النماذج كي لا يتهموا بالتعصب والتطرف، مقابل ان يتم قبولهم في منتديات الخصوم التي تقدم لهم الفكر المسموم، والشهوة التي تسيطر عليهم وتقودهم الى مواقع الشبهات، وقد كانوا بالامس يعتبرونها محرمة ومستهجنة. 
ان الانحراف الذي يحدث اليوم في سلوك الشباب الذي كان ينتظر منه الكثير لم يأت عفو الخاطر، ولا دون تخطيط مسبق، بل كان استهدافا مقصودا، حتى يفقد أصحاب مشاريع التغيير والاصلاح أهم أدواتهم التي يعتمدون عليها، وهنا يجب أن ينتبه الجميع، وأن تعطى الاولوية لتوجيه الشباب وتحصينهم فكريا وسلوكيا كي لا يصبحوا لقمة سائغة وأهدافا سهلة لأعداء الامة، وهي معركة لا شك غير متكافئة، ولكن لا بد من خوضها مهما بلغت تكاليفها، لأننا بدون عنصر الشباب المحصن الذكي القادر على حمل مشاريعنا وأفكارنا لا يمكن أن نتقدم مطلقا الى أهدافنا في التحرر والاصلاح والبناء والتقدم، وبدون قاعدة فكرية تستند الى ارثنا الحضاري وقيمنا الايمانية وتاريخنا الذي نعتز به لا يمكننا أن نصمد أمام الهجمة الشرسة التي يقودها خصومنا بلا هوادة ولا رحمة، فالمعركة اليوم هي معركة الشباب، وهم المستهدفون، وهم الذين يمكن أن يكونوا المشكلة والحل في آن واحد.