كان يا ما كان !

اخبار البلد-

 
كان المعلمون في غابر الزمان، ذكورا وإناثًا أساتذةً ُ ، وشعلةً تُ .كان المعلّ ٍ مون في ماضي الأیام یحرصون على بناء أجیال ّ متنورةٍ عالیة الھمة متمیّزة الثقافة، وكانت القناعة عنوانھم كان المعلّ والضمیر الحي المسؤول ھاجسھم، ومصلحة طلابھم في التعلّم من أولویاتھم، كانوا یمتازون بالھیبة الممزوجة بالحزم، ُ وباللین المطعّم بالشدة ! كانوا لیّ ٍ ني الجانب من غیر رعونة أو مطمع.. وكان لھم ما لغیرھم من حقوق وعلیھم فوق ما . ُ على غیرھم من واجبات، فقط وبالمختصر لأنھم بناة وطن وح ّر ٍ اس مھنة ٍ نبیلة شریفة وأكثر من ذاك كانوا یعلّمون الطلبة من نعومة أظفارھم وحتى نھایة سنوات الدراسة النظام قبل المعلومة والخلق الحسن قبل الشھادة، ویساھمون في تربیتھم علاوة على تربیة اسرھم أدب التعامل وحلاوة الإنتماء للوطن، لم یكونوا ّ یخشو ُ ن أولیاء الأمور مھما علا شأنھم أو انتفخت جیوبھم ولم یكونوا یجاملون كسالى الطلبة من أغنیاء الأسر طمعًا في نیل الرضى أو «استضافتھم» في البیوت بدروس خصوصیة مدفوعة الثمن، كانوا یحاسبون على الھمزة إن وضعت .«في غیر مكانھا وعلى أل التعریف التي نفتقدھا والضاد ذات العصا والذال التي أصبحت تُلفظ «زینًا ّ لم یكن معلمو ذاك الزمان المنصرم یتذمرون من نصیبھم في الحصص إن زادت عن عما ھو مقرر لھم في الخطط ُ الدراسیة لأنھم «كادوا ان یكونوا رسلا»، وكانوا «ویا ك ٍ ثر ما كانوا» یؤدون وبطیب خاطر واجبات عن زملائھم عند .الحاجة الیھم دون أن یسألوا ادارات المدارس عن عمل اضافي او أجر بدل حصص زائدة كانوا حسب ما تُملیھ علیھم تعالیم دیاناتھم الاسلامیة والمسیحیة أولیاء أمور الطلبة في مدارسھم لأنھم أمانة جلیلة في .أعناقھم .وكانوا لا یتقاضون إلاّ رواتبھم وعلاوة غلاء المعیشة ولم یعرفوا أو یسمعوا بما یُ ّسمى بالحوافز الأُخرى ..