ليسوا عبيداً وليسوا مأمورين !

اخبار البلد-

 
سیل من الإساءات یتناول كوكبة من قواتنا المسلحة وأجھزتنا الأمنیة كان أسوأ ما ورد فیھا تبریر ما لا یبرر أمام الناس لقیام الدرك بواجبھم المیداني والذي وصف بأنھ تعامل قاس وخشن وقد تعرض أداء الدرك للنقد من ھذا الجانب ومع افتراض حسن النیة في التبریر إلا أنھ كان من المستفز جداً محاولة إیجاد مخرج لـ (التعامل الخشن) تحت بند !! (..(رجل الدرك عبد مأمور وینفذ الأوامر من أسوأ ما ابتلینا بھ في ھذا الوطن تحول ثقافة الرسالة في الوظیفة العامة لثقافة الامتیاز والمكاسب حتى أفرغنا أسمى واجب وأشرف مھنة في الدنیا كلھا المتمثلة بالتضحیة بالنفس لتحیا نفوس الآخرین من مضمونھا وجوھرھا وقیمتھا، وزیفنا فیھا الوعي وارخینا فیھا الضمیر للتبریر، وشوھنا فیھا الفكرة، حتى تسربت قیم فاسدة لتصورات المجتمع عن الحقیقة التي تتجسد في قواتنا المسلحة من جیش وأجھزة أمنیة بأنھم رجال أحرار وأصحاب قرار لا عبیداً ولا ..مأمورین جیشنا وأجھزتنا الأمنیة ھم خیر من یفھم الواجب وخیر من یؤدیھ وھم لا غیرھم أصحاب القرار المیداني ویقدرونھ حق تقدیره ولا أدري ما ھو المطلوب من رجل الدرك عندما یتعرض لإطلاق النار مثلاً من سلاح أوتوماتیكي أو محاولة اختراق طوق أمني وضع بشكل مدروس لغایة محددة ھل سیرد على ذلك بالورود مثلاً..!؟ نحمد الله أن الحكمة والاحترافیة وحسن التدریب والتأھیل والشجاعة المفرطة وحسن الخلق ھو دیدن رجالنا في الجیش والأمن ولولا ذاك ..لكنا خبراً عاجلاً على الاخباریات العالمیة رجالنا لیسوا عبیداً بل سادة الأحرار یقدرون الظرف حق تقدیره وھم من یتخذ القرار المیداني المناسب بأنفسھم ولا تملى علیھم تعلیمات أو أوامر من أحد وھم أصحاب الولایة العامة قانوناً ودستوراً في حفظ أمن واستقرار الوطن عندما تعجز كل جھات الدنیا عن القیام بواجبھا والتي تزرع الشوك لتقلعھ أجھزتنا الأمنیة بصمت رغم كل الألم ولا یجري ذلك وفق مراھقات أمنیة بل یستند لمعطیات ومعلومات یقینیة مؤكدة، ولا یقوم عملھم على حالة الفزعة والغزوة ..والفوضى بل على المؤسسیة والانضباطیة والحرفیة والقرار المدروس والخطة المسبقة وھذا ھو حال نشامى الدرك منذ متى أصبح تفسیر قیام الرجال بواجبھم تجاه أوطانھم وتفسیر العمل المؤسسي الاحترافي المنضبط الدقیق ضرباً من العبودیة وأي ثقافة ھذه التي یراد بھا تحطیم أجمل قیم المروءة والفداء والشجاعة لإفراغ العسكریة من الأخلاق والانتماء لقیمة أكبر من راتب ووظیفة وأي ثقافة تلك التي لا تفھم الشعار والقایش والتاریخ والھویة لتصور أن من یقدم روحھ لیعیش غیره عبداً مأموراً..!!؟