خطاب الكراهية في إسرائيل: إلى أين؟

اخبار البلد-

 
جذور تكوین الدولة الصھیونیة قائم على الكراھیة: كراھیة الفلسطینیین والعرب والمسلمین (بل... و«الآخر» كائنا من یكون)، بل إن خطاب الكراھیة الإسرائیلي قد تعدى ھؤلاء إلى الیھود من ذوي البشرة السوداء في المجتمع الإسرائیلي. وفي السیاق، فإن من الشواھد الأحدث على ذلك «الخطاب»، إطلاق الإعلامي الإسرائیلي (یارون لندن) أوصافا عنصریة مھینة للعرب، ناعتا إیاھم بـ «الوحوش البشریة». وأضاف: «العرب وحوش وقتلة، یقتلون بعضھم البعض أیضا. ھم لا یكرھون الیھود فحسب، ھم یقتلون أنفسھم أولا، عرب یذبحون عربا... لا توجد مشكلة في ذلك. أنا لا أتحدث ھنا عن الفلسطینیین فحسب بل عن الثقافة العربیة». كذلك، ما غردتھ (روني ساسوفر) المرشحة عن حزب «یمینا» المتطرف للبرلمان الإسرائیلي (الكنیست) على تویتر» حیث تحدثت عن جدتھا المتوفاة: «كان لجدتي التي ھاجرت إلى إسرائیل بعد المحرقة عبارات دائمة: 1 .العربي الوحید الجید ھو...، 2 .اذا أدرت ظھرك لعربي سیغرس .«سكینا فیھ، 3 .واعدي من تشائین، ولكن تزوجي یھودیا فقط». وأنھت (ساسوفر) تغریدتھا: «جدتي كانت دائما على حق التغریدة تشیر كما نعلم إلى «عربي میت». في ھذا السیاق، لاحظت الكاتبة التقدمیة والمحترمة (عمیره ھاس) أن «ساسوفر قدمت لنا في كبسولة درسا مختصرا عن المجتمع الاسرائیلي. الشبكات الاجتماعیة والشرطة وجھاز القضاء في إسرائیل تستوعب بسھولة وتفھم تصریحات الكراھیة، طالما أن الكاتب یھودي. مثل آلاف الاسرائیلیین تشعر ساسوفر بالأمان عندما تغرد مثلما غردت. ورغم تنازلھا عن إكمال جملة العربي الجید ھو العربي المیت، لكن الجملة منقوشة جیدا في الفلوكلور الاسرائیلي». وتفصل (ھاس): «الحقیقة التاریخیة الأساسیة تقول إن الیھود ھنا ھم السارقون والفلسطینیون ھم المسلوبون و(حقیقة) أننا نقتلھم أكثر مما یقتلوننا لا یوجد لھا مكان في إسرائیل». أما الكاتب الیساري (أوریت لفي - نسیئیل) فإنھ یلخص المسألة على نحو مكثف فیقول: «المجتمع الإسرائیلي مصاب بالعنصریة والتعالي. وأحد أسباب ذلك یكمن في حملة قدیمة تتبنى مبدأین: «نحن شعب مختار» و«نحن شعب ممیز»، وعلى .«ھذا الأساس ینمو ویتطور فكر عنصري إن الأخطر من إطروحات الماضي والراھن الإسرائیلیین یتجسد في التخطیط الصھیوني «المستقبلي» لتعزیز الكره ضد «الآخر»، وتحدیدا ضد الفلسطینیین والعرب والمسلمین. وفلسطینیا، لخصت الباحثة الإسرائیلیة (نوریت بیلید) استنتاجاتھا عن المناھج الدراسیة الإسرائیلیة التي تزرع مثل تلك الكراھیة: «1( ِم خطاباً عنصریاً یمسح فلسطین حرفیاً من الخریطة. 2 (لا وجود في الكتب لأي جانب ثقافي أو اجتماعي إیجابي من الكتب المدرسیة الإسرائیلیة الرسمیة تُعلّ عالم الحیاة الفلسطینیة: لا أدب ولا شعر، ولا تاریخ، ولا زراعة، ولا فن، ولا ھندسة، ولا عادات، ولا تقالید. 3 (كل الكتب تظھر الفلسطینیین في صور مھینة، (إرھابیون ولاجئون ومزارعون بدائیون). ھذا ما ینقشونھ («العلم في الصغر... كالنقش في الحجر») في عقول الأجیال الإسرائیلیة الراھنة.. !والمستقبلیة، ولكم ھو أمر خطیر