عدنان أبو عودة يعقب على مقال ناهض حتر

اخبار البلد_ بعث الأستاذ عدنان أبو عودة تعقيبا على مقال الزميل ناهض حتر "طاهر المصري.. لحظة الحقيقة", وننشر فيما يلي نصه في المكان نفسه الذي "أخلاه" الزميل حتر لنشر التعقيب.

السيد فهد الخيطان المحترم

رئيس تحرير جريدة العرب اليوم

تحية طيبة وبعد

فقد قرأت في جريدتكم الغراء الصادرة يوم الاحد 18/9/2011 ما نشره كاتب العمود السيد ناهض حتر تحت عنوان طاهر المصري.. لحظة الحقيقة يقول فيها ... وكل ذلك لا علاقة له برؤية عدنان ابو عودة حول تنظيم العلاقة الداخلية بين الاردنيين والفلسطينيين التي تضمنها كتابه بالانجليزية الصادر مطلع العقد الماضي بعنوان "الاردنيون والفلسطينيون والمملكة الاردنية الهاشمية".

وخلاصة اطروحة ابي "ابو" عودة تكمن في الاقرار بالثنائية الوطنية في البلد ما يفرض ضرورة اقامة ما يمكننا وصفه بفيدرالية اردنية - فلسطينية داخل الاردن. لكن العامل الذي لم يأخذه ابو عودة بالحسبان هو امكانية الاستقلال السياسي للوطنيين الشرق اردنيين وقدرتهم بالتالي على اجتذاب الفئات الشعبية الوطنية من المكون الفلسطيني وعرقلة واسقاط مشروع الفيدرالية الثنائية لصالح وحدة الشعب والكيان والهوية في مواجهة ستظل مفتوحة على اسرائيل من اجل التحرير والعودة "انتهى الاقتباس".

ليس من شأني ان اناقش رأي السيد الكاتب في ما يرى ويفسّر او ان اطلب منه توضيح ما اختلط عليّ من مفاهيم بدت لي متناقضة او ان اشكك في ما يدعيه ويوحي به من اهداف وطنية نبيلة, ذلك ليس مقصدي وليس محل اهتمامي. انني اود فقط ان اصحح المعلومة التي نسبها اليّ وهي الثنائية الوطنية واقامة فيدرالية اردنية - فلسطينية داخل الاردن.

أولا: أقول للسيد حتر انه في كتابي الذي اشار اليه لا توجد جملة واحدة او معنى واحدا موحيا باقامة ما سماه الكاتب "فيدرالية اردنية - فلسطينية" وكان عليه حتى يكتسب ما كتبه المصداقية المطلوبة ان يقتبس الجملة او الفقرة التي استند اليها في ادعائه وإلا فان ما ذكره سيبقى في دائرة "السرحان" الفكري, اذ لا يمكن ان يخطر على بال اي شخص ملم بالسياسة والاجتماع والتاريخ ان ينسى او يغفل ان الفيدرالية تعني ببساطة ووضوح الاتحاد بين اقليمين في بلد واحد مثلا فدرالية عربية - كردية في العراق بين اقليم كردستان والاقليم العراقي المكمل, او فيدرالية بين الاقليم اليوناني والاقليم التركي في قبرص, وليس بين فئتين اجتماعيتين في بلد واحد, كفيدرالية عربية -شركسية او فيدرالية اسلامية- مسيحية على سبيل المثال. وللتذكير فقط فان لجنة ملكية اردنية كان لي شرف المشاركة فيها اقترحت عام 1972 على منظمة التحرير الفلسطينية اقامة اتحاد فيدرالي بين الاقليم الاردني والاقليم الفلسطيني بعد تحريره تحت مسمى "المملكة العربية المتحدة" بدل المملكة الاردنية الهاشمية التي كانت تضم الضفتين الغربية والشرقية حينذاك.

ثانيا: في كتابي الذي اشار اليه السيد حتر أقترح قيام دولة كونفدرالية بين المملكة الاردنية الهاشمية (في الضفة الشرقية) ودولة فلسطين (في الضفة الغربية وقطاع غزة) بعد قيامها كدولة مستقلة عضو في الامم المتحدة, اي مرة ثانية بين دولتين مستقلتين في اقليمين.

ثالثا: أما الفكرة المركزية التي بني عليها كتابي فكانت لفت الانتباه الى خطورة سياسة الاقصاء الادارية التي انزلقت اليها الحكومة بعد قرار فك العلاقة القانونية والادارية عام 1988 وذلك تحذيرا للنخب السياسية الرسمية وغير الرسمية من ان يتطور ذلك الانزلاق الى ما يسمى بالنظام الاثنوقراطي الذي من شأنه ان يضعف بنية الدولة خاصة في بيئة جيوسياسية خطرة يدركها الجميع بمن فيهم السيد حتر. ولعل من ابرز شواهدها هذه الايام التصريحات الصهيونية التي رافقت اعلان توجه الفلسطينيين للامم المتحدة لتصويب مسار النضال الفلسطيني السياسي من اجل انهاء الاحتلال وممارسة الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير على ترابه الوطني.

رابعا: ان موقفي هذا الذي ذكرت معروف ومعلن وسأواصل التذكير به ولفت الانتباه اليه, لانه يقوم على احترام مبدأ المواطنة الذي تبنى عليه دولة القانون الحديثة - واحترام حقوق المواطنة والتزاماتها هو حجر الزاوية في مسيرة التقدم والاستقرار والازدهار الذي يسعى اليه كل شعب.

ان العبث بهذا المبدأ هو المسؤول الاول عن غياب الاستقرار والخراب والفساد والتخلف الذي قد يلحق باي بلد في عالمنا الحاضر, مثلما هو الثغرة التي يمكن للعدو ان ينفذ منها لتحقيق اغراضه العدوانية.

خامسا: ان موقفي المعلن هذا اعتز به لانه يصدر عن حرصي على الالتزام بسجلي الوطني في خدمة بلدي الذي اكتسبت مواطنتي فيه عام 1949 حينما عدلت الحكومة الاردنية في ذلك الوقت قانون الجنسية ليشملنا نحن سكان اقليم فلسطين توطئة لوحدة الضفتين, التي اخذت شكلها الدستوري في نيسان 1950 ويفوق ذلك في الاهمية ان الاردن وطن ابنائي واحفادي.

ختاما ارجو سعادتكم التكرم بنشر هذا التعليق عملا بحرية الرد ولكم كل الشكر والتقدير.

* عدنان سعيد ابو عودة