منظمات التمويل الأجنبي والتضليل

اخبار ابلد-

 
أكثر الآراء اعتدالاً بما يتعلّق بالمنظمات الممولة من الخارج لا سيما من الدول الكبرى تقول ‏بأنها إذا كانت تسعى لخدمة مجتمعاتنا العربية بدون تضليل ولا تهويل فهي شيء إيجابي لا ينبغي محاربته أو منعه حتى مع وجود آثار جانبية سلبية بهذا الخصوص.‏
ولكننا اليوم نعيش حالة من الابتزاز القائم على التضليل والمعلومات المغلوطة واختلاق ‏القصص والتلاعب بالأرقام والنسب وإنشاء الدراسات الوهميّة تلو الأخرى لتثبيت تلك الوصفة ‏السحرية المطلوبة خارجياً والتي تصف مجتمعاتنا بالرجعيّة والعنف والتمييز وغيره والتي ‏تعطي الضوء الأخضر لتدفق الدولارات الأجنبية من الخارج لصالح حسابات منظمات التمويل ‏الأجنبي.‏
قاض في أحد أكبر المحاكم الأردنيّة قال في وقت سابق على احدى الإذاعات المحلية بأنه تفاجأ ‏حينما جلس مع وفود أجنبية رسمية من الأمم المتحدة والسفارات بأنّ لديهم معلومات وأرقام ‏غير صحيحة بخصوص الأردن متعلّقة بالجرائم وأعدادها وأنواعها وعندما سأل من أين ‏حصلتم على هذه الأرقام قالوا له بأنها من أردنيين!
حاولنا الحصول على أسئلة الدراسة أو طريقة اختيار العيّنات بخصوص دراسات التحرّش ‏التي نشرت قبل أشهر عبر أبرز وسائل الإعلام الرسمية ولكن تمّ رفض طلبنا رغم الإلحاح ‏الكبير وادعت الجهة القائمة على الدراسة بأن الدراسة ليست للنشر مع أننا علمنا بأن نفس ‏الجهة قامت بدعوة عدد محدود جداً من الصحفيين لإطلاعهم على هذه الدراسة، وكل ذلك ‏ترافق مع حملة على تويتر لمهاجمة عدد من وسائل الإعلام المحلية التي طالبت بالإعلان عن ‏منهجية القيام بهذه الدراسات بكل شفافية وطالبت بأن تكون دراسات علمية وموضوعية بعيداً ‏عن غايات التمويل الخاصة المعروفة للجميع.‏
مع كل هذا التضليل الممنهج وتشويه صورة الوطن بشكل واضح إلا أننا نعيش في واقع ‏صعب للغاية أكثر مما نعتقد، فالحكومة الأردنيّة مصابة بالشلل التام بخصوص منظمات ‏التمويل الأجنبي، بل أن الحكومة اليوم معنيّة فقط بأمرين أساسيين اقتصادياً الأول زيادة ‏الإيرادات عبر اتباع سياسة الجباية التقليدية مهما تمّ تجميلها والثاني هو الحصول على أكبر ‏قدر ممكن من المنح الأجنبية والتمويلات حتى باتت المياه التي نشربها والمدارس التي نرسل ‏أبناءنا إليها‎ ‎والشوارع التي نسير عليها وفرص العمل التي نشغل أبناءنا بها كلها من تمويل ‏الدول المانحة.‏
مع كل ذلك، أثبت الشعب الأردني في كل حدث ومفصل ولحظة بأنه يحافظ على دينه ومبادئه ‏وقيمه ومقدساته ويسعى بكل طاقته لمجابهة كل محاولات الغزو الثقافي للمفاهيم والقيم ‏والمبادئ الممولة بملايين الدولارات والتي تروج لها وسائل إعلام بميزانيات ضخمة ‏بالإضافة لمئات المنتفعين منها من السياسيين والإعلاميين وغيرهم. ‏