نفط العراق.. وصل لم يصل !
في الحقيقة غامرني الشك في التنفيذ عندما قرر العراق الموافقة على طلب الأردن تزويده بعشرة آلاف برميل من النفط يوميا تعادل 7 %من الاستهلاك اليومي وقد كنا بصحبة رئيس الوزراء وفريق وزاري رفيع في بغداد, لكن الحماس العراقي والثقة الأردنية الكبيرة بددت الشكوك ولكنها لم تمحها وقد حصل ما كنا نخشاه. حكومات سابقة رفعت سقف التوقعات بشأن استئناف استيراد النفط من العراق حتى أن الناس ظنوا أن النفط العراقي سيكون بالمجان وأن أسعار المحروقات ستنزل إلى الربع بفضل ذلك, وقد نبهنا مرارا من الإفراط في هذا التفاؤل لأن الناس لن تصدق أية رواية في هذا الشأن بعد ذلك. منذ البداية لم يقل القرار العراقي أن النفط سيصل بأسعار تفضيلية فهناك فرق بين الأسعار التفضيلية والمعاملة التفضيلية المرتبطة بقرار أردني يمنح مستوردات العراق عبر ميناء العقبة خصما تشجيعيا بنسبة 25 %فوق الخصم الممنوح وقدره 50 %ليصبح 75% حتى لو حصل وبدأ تدفق هذه الكميات القليلة من الإمدادات العراقية فان الأسعار ستكون مرتبطة بالأسعار العالمية وبمعادلة سعرية مرتبطة بسعر خام برنت مطروحا منه تكاليف النقل وإختلاف المواصفات مقابل تسهيلات قررها الأردن بمنح السلع العراقية الواردة عبر ميناء العقبة خصومات على الرسوم والفوائد، هذا هو نص القرار كما ورد.. المعيقات لا يتحمل مسؤوليتها الأردن،