قبل وبعد الانتخابات الأمريكية

اخبار البلد-

 
في قمة بيارتز الفرنسية للدول السبع الكبار اعلن ترمب نيته الاعلان عن صفقة القرن قبيل الانتخابات الاسرائيلية وتشكيل الحكومة؛ معتبرا ان الصفقة والخطة لا تتأثر بالانتخابات او بنتائجها؛ تلميح عبر عنه اثناء لقاء خاطف مع الرئيس المصري على هامش قمة السبع الكبار؛ عارضا الملف بمنطق الصفقات التجارية من خلال حديثة عن المليارات والعروض المالية التي قدمها كوشنير في مؤتمر المنامة.
لم تمض ايام على الاعلان المربك؛ ليعود الحديث مرة اخرى عن موعد الصفقة بالقول انها بعد الانتخابات في الكيان الاسرائيلي؛ اذ اعلن جيسون غرينبلات ممثل الرئيس الامريكي ترمب في المنطقة أن اعلان الخطة او الصفقة سيكون بعد الانتخابات الاسرائيلية؛ فالموعد اصبح كلعبة السكواتش المرتدة بالحائط وبلاعب واحد فقط.
موعد الصفقة بالتأكيد محط تندر بين المراقبين اذ ان تكرار ضرب مواعيد الاعلان عن الخطة تارة بعد واخرى قبل وثالثة خلال دون التزام حقيقي اذ من المتوقع ان يتم تحديد موعد جديد ما بعد تشكيل الحكومة ثم ما بعد الانتخابات الرئاسية الامريكية وهكذا.
تكرار ضرب المواعيد دليل على انعدام وجود خطة او اتفاق على خطة او موارد للخطة، ودليل على عدم نضوجها وانعدام خبرة ونضوج من يروجون لها؛ فالخطة انتخابية ويمكن الاكتفاء بالشق المتعلق بنقل السفارة الامريكية الى القدس ووقف الولايات المتحدة دفع حصتها من موازنة الاونروا.
تحولت فيه صفقة القرن الى مادة اعلامية تلوكها الالسن دون فائدة ترتجى حتى من قبل اصحابها وعلى رأسهم صهر الرئيس جاريد كوشنير ومبعوثه للمنطقة غرينبلات في كل المحافل باعتبارها احد انجازات ترمب غير المعلنة الى الآن؛ غير ان هذه المناورات والتفاصيل المتضخمة لن تخفي حقيقة أن صفقة القرن باتت مؤشرا على حجم الارباك في السياسية الخارجية الامريكية التي تخوض معارك في كل مكان بدون استراتيجية او خطة متفق عليها لا بين الحلفاء والشركاء ولا بين الاطراف المعنية والمشتركة في مصالحها مع الولايات المتحدة تجاه اي من الملفات التي تعالجها الادارة الامريكية؛ والتي يعد ملف الاكراد والعلاقة مع تركيا احد أوجهها المربكة والحال ذاته في مفاوضات الانسحاب من افغانستان فالنمط واحد لا يتغير.