قمة كامب ديفيد

اخبار البلد-

 
بمقتل إسحق رابين يوم 4/11/1995، وفشل شمعون بيرس في الانتخابات يوم 17/5/1996، يكون قد غاب الشريك الإسرائيلي عن مواصلة تنفيذ خطوات أوسلو التدريجية، وقد جاء من بعدهما نتنياهو 1996 – 1999، الذي عطل الخطوات ورفض التجاوب مع الاستحقاقات الفلسطينية المطلوبة ، ومن بعده جاء يهود براك الذي رفض أيضاً استكمال خطوات المرحلة الانتقالية مشترطاً ربطها بحل قضايا المرحلة النهائية دفعة واحدة وهي : القدس واللاجئين والمستوطنات والحدود، والدفع باتجاه التوصل إلى الحل الشامل . 
نجح براك في إقناع الرئيس الأميركي كلينتون في عقد مؤتمر كامب ديفيد يوم 11 تموز سنة 2000، رغم المطالبة الفلسطينية الملحة بتنفيذ قضايا المرحلة الانتقالية واستكمال الانسحاب الإسرائيلي من باقي مدن وقرى الضفة الفلسطينية، ولكن إلحاح براك واستجابة كلينتون الذي توهم أنه يستطيع دخول التاريخ كصانع سلام لقضية معقدة لم يستطع أحد حلها من قبله، بدلاً من أن يرحل وهو حامل مفاسد شخصية تورط بها مع سكرتيرته، وكان يتوهم مع براك أن الضعف الفلسطيني سيدفع الرئيس الراحل ياسر عرفات للتجاوب مع الضغوط والتوصل إلى حل ينسجم والأطماع التوسعية الاستعمارية الإسرائيلية، ولا يتفق مع حقوق الشعب الفلسطيني . 
حاول أبو عمار قبل سفره إلى واشنطن الاستعانة بالعرب والتسلح بموقف عربي موحد نحو قضايا القدس واللاجئين والحدود، عبر قمة عربية موسعة أو مصغرة ولكن لم يتجاوب معه أحد، وغادر إلى العاصمة الأميركية مدركاً حجم المخاطر والمسؤوليات التاريخية المترتبة عليه كقائد للشعب الفلسطيني والأمين على حقوقه الوطنية . 
في كامب ديفيد انقسم الوفدان الإسرائيلي والفلسطيني إلى ثلاثة لجان تولى محمود عباس رئاسة لجنة اللاجئين وياسر عبد ربه رئاسة لجنة القدس ومحمد دحلان رئاسة اللجنة الأمنية عن الجانب الفلسطيني، وقد أخفقت في التوصل إلى تفاهمات أو إلى اتفاق ومورست الضغوط على  الرئيس عرفات ولكنه صمد متمسكاً بقرارات الشرعية الدولية : بالسيادة الفلسطينية الكاملة على القدس، وحق اللاجئين بالعودة، وإزالة المستوطنات، وبالانسحاب إلى حدود عام 1967 ، وأكد أبو عمار أن مسألة القدس مسألة عربية إسلامية مسيحية مما دفع كلينتون للاتصال مع عدد من الرؤساء لحث أبو عمار على التجاوب مع المقترحات الأميركية الإسرائيلية ولكن الزعماء العرب والمسلمين دعموا موقف أبو عمار من قضية القدس، وهكذا فشلت قمة كامب ديفيد لتبدأ مرحلة جديدة من الصراع، حيث عاد أبو عمار حاملاً في رأسه خلاصة مفادها ضرورة استمرار النضال بهدف تحسين موازين القوى فقرر العمل مع حركة حماس وإطلاق يد الأجهزة الأمنية لتنفيذ عمليات موجعة ضد الإسرائيليين والبدء بانتفاضة ثانية ضد الاحتلال الإسرائيلي، دفع أبو عمار حياته 11/11/2004، وأحمد ياسين 22/3/2004، وأبو علي مصطفى 27/8/2001 والعديد من قيادات الشعب الفلسطيني ثمنها، وكانت حصيلتها رحيل شارون عام 2005 عن قطاع غزة بعد فكفكة المستوطنات وإزالة قواعد جيش الاحتلال عن أرض غزة .