بوتين - أردوغان: قِمَّة مُسْتَعجَلة على وقْعِ مُعادَلاتٍ جديدة

اخبار البلد-

 
قِ َّم ّ ة ستلتئم الیوم في موسكو بین الرئیسین بوتین وأردوغان, تبدو لافتة وربما حاسمة, سواء في ما خص توقیتھا أم في حال الاستعجال التي بدا علیھا الرئیس ّ التركي, وبخاصة تأتي بعد اتصال «ھاتفي» طویل تم یوم الجمعة بینھما استغرق ساعة ونصف الساعة, وثم ّ ة قمة «ثُلاثیّة» سیعقدھا قادة دول مسار استانا . ِ الضامنة, یوم السادس عشر من أیلول القریب تستضیفھا أنقرة . ِ فما «العاج ّ ل» الذي استدعى قم ِ ة الیوم الواحد في موسكو؟ ّ لیس ثم ّ ة شكوك بأن ما أفرزتھ میادین المعارك في أریاف حماة وإدلب وسقوط خان شیخون ومحاصرة نقطة المراقبة التركیة رقم «9 «في بلدة مورك, قد أوصلت الرئیس التركي إلى أن ما جرى (ویجري) یُ ِوش ّ ك أن یشكل ھزیمة استراتیجیة للمشروع التركي في سوریا, ویُفرغ – أیضاً – المشروع «الردیف» ُ الم ّسمى «المنطقة الآمنة» من مضامینھ, وبخاصة لجھة إرساء تفاھم مع المحتل الأمیركي, یسمح بإحیاء مشروع تقسیم سوریا أو أقلّھ الحصول على جزء من ثروات منطقة شرق الفرات النفطیة والزراعیة, فضلاً عن امتلاك ورقة ضغط للمشاركة في ورشة الإعمار التي تحتاجھا تركیا بشدة, في ظل أزماتھا .الاقتصادیّة والمالیّ ُ ة الم ِ تدحرجة ُھ ِ ما عبارتھ اللافتة: «القوة» ھي التي تحمي ّ ق أردوغان إلى موسكو تصریحات مثیرة جاءت في «خطابین» ألقاھما في یوم واحد (الجمعة الماضي) لخصتْ تسبِ َ مصالح تركیا في سوریا والعراق والمتوسط (والأخیرة تعني الثروة النفطیة في شرق المتوسط، وھي م ُ وضع خلاف م ِ تصاعد بین تركیا وقبرص, ومن خلف .(الأخیرة الاتحاد الأوروبي وإسرائیل وواشنطن ِوكلَ ْت ِ مھمة إنجازھا إلى أنقرة، لكن الأخیرة فشلت (أو» ُ ّوة» التي یُ ٍ لوح بھا الرئیس التركي, خضعت لاختبار قاس في یومیات منطقة خفض التصعید التي أ القُ ُ ت) في الوفاء بتعھداتھا, إخلاء المنطقة منزوعة السلاح من إرھابیي ھیئة تحریر الشام/النصرة وغیرھا من الفصائل المتشدّدة. ما أوصل الأمور إلى ُفشلَ ھي أ . ّ ما ھي علیھ الآن, واحتمالات تطو ُ رھا نحو م َ واج َ ھة أشم ِ ل تبدو واردة أكثر من أي یوم مضى . َ ربما یصدر بیان ختامي عن محادثات الرئیسین وقد لا یَصدر, وإذا ما صدر فإنھ - في ما نَتوقَّع - سیكون عمومیّاً, ولا یعكس توافقاً كاملاً وحتى جزئیّاً فموسكو ماضیة في دعم ما یقوم بھ الجیش السوري لاستعادة المواقِ ّ ع الاستراتیجیة في محافظة إدلب، وبخاصة جسر الشغور ومعرة النعمان، وصولاً إلى ّ فرض استسلام كامل للمجموعات الإرھابیة. أم ُ ا حكایة «العودة» إلى اتفاق سوتشي الخاص بإدلب الموقّع قبل عام من الآن (17 أیلول 2018 ( َ فنحسب أن ما . َكّر َستھ المیادین قد تجاوزتھ, ولم یعد بمقدور أحد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء تبقى المنطقة الآمنة ومصیر نقاط المراقبة التركیة, وخصوصاً فتح طریقي حلب - دمشق وحلب - اللاذقیة، ھي نقاط خلاف رئیسة، یصعب على أنقرة الاحتفاظ بھما والمطالَبة في الوقت نفسھ بـِ«حمایة مصالح تركیا وأمنھا القومي», دون الأخذ في الاعتبار السیادة السوریة والتھدید الإرھابي المتواصل (بِ ٍ دعم .من تركیا) لقاعدة حمیمیم الروسیة