|
حلق نسر الفيصلي عاليا بصدارة دوري المحترفين لكرة القدم، عندما كان الوحيد من بين دزينة الفرق يواصل مسيرة الانتصارات دون تعثر ليحقق فوزا هو الأثمن على شباب الاردن (1-0) منحه اعتلاء الصدارة وحيدا برصيد (15) نقطة.
وأعلن البقعة عن تطوره الملوس ومحافظته على مسيرة انتصاراته حيث لم يتذوق طعم الخسارة عندما فرض فوزه على ذات راس بهدف محمد عبد الحليم، فيما كان الرمثا يقتنص فوزا ثمينا من العربي بنتيجة (3-2) في الوقت الذي كشف فيه منشية بني حسن عن استعادة توازنه بفوز كبير على الجليل وبرباعية دون رد و الأمر انسحب على كفرسوم الذي زاد هموم اليرموك بثلاثية نظيفة ضمنت له الفوز والنقاط الكاملة.
وأصيب – حامل اللقب- بصداع شديد عندما تعثر فجأة وبدون مقدمات بتعادله مع الجزيرة (1-1) ليفقد نقطتين ساهمتا في ابعاده عن الصدارة وهو الذي لا يزال يمتلك بجعبته لقاء مؤجلا أمام العربي .
مستجدات فرضتها مباريات الأسبوع الخامس بمختلف الأصعدة.. صدارة مطلقة للفيصلي .. بداية تعثر في طريق حامل اللقب.. نهضة كروية مشهودة للبقعة وكفرسوم والمنشية والرمثا.. وتغييرات جديدة على مواقع الفرق أبرزها تراجع فريق شباب الأردن للمركز السادس، وتقدم البقعة ثانيا والرمثا ثالثا بمشاركة الوحدات وكفرسوم خامسا.
ورغم أن الجزيرة قد أداء تكتيكيا ناضجا أمام فريق الوحدات منحه الفرصة في خطف نقطة جديدة بعد سلسلة خسائر كبيرة، إلا أننا نقرأ بأن هذه النقطة سيكون مردودا ايجابيا لها على نتائج الفريق بالمراحل المقبلة كونها شكلت فرصة لالتقاط الانفاس واستعادة التوازن ورفع المعنويات من بعد سلسلة اخفاقات، في الوقت الذي بات فيه الجليل بحاجة ماسة لاعادة حساباته جيدا بعد الخسارة الثقيلة التي تعرض لها أمام المنشية والأمر يكاد ينسحب على فريق اليرموك.
تلك المعطيات من ِشأنها أن تشعل فتيل المنافسة في اللقاءات المقبلة، ذلك أن الفرق التي تقدمت على سلم الترتيب سوف تسعى بكل ما أوتيت من قوة فنية للمحافظة على ترتيبها والتطلع لقطع المزيد من الخطوات نحو الأمام ، فيما تتطلع الفرق الخاسرة إلى التعويض والبحث عن عودة قوية لاجواء المنافسة.
وشهدت مباريات الأسبوع الخامس تدنيا في منسوب الأهداف حيث شهدت تسجيل (16) هدفا، فيما كانت العلامة الأبرز هي نيل ثلاثة لاعبين البطاقة الحمراء.
نجح الفيصلي في فرض نفوذه مبكرا على معطيات مواجهته امام شباب الأردن باعلانه عن بداية هجومية صاخبة دفعت لاعبي شباب الاردن للتراجع، ورغم المحاولات القوية للتسجيل الا ان تماسك دفاع شباب الاردن وتألق حارس مرماهم عبد الستار ساهم في ان ينتهي الشوط الاول بالتعادل السلبي.
الفيصلي قدم اداء مقنعا، ونجح مدربه ثائر جسام في التعامل مع المعطيات بقراءة متعمقة وخاصة عندما أجرى سلسلة تبديلات ناجحة في الشوط الثاني عززت من قدراته الهجومية وعليها كان الفيصلي يحسم الفوز بمعرفة حسونة الشيخ.
شباب الاردن كان من الاوجب عليه أن يطبق مبدأ الهجوم خير وسيلة من الدفاع لكنه اعتمد في غالب الاوقات على الهجمات المرتدة مما افقده الكثافة العددية في المناطق الامامية ليشكل خطورة محدودة على مرمى العمايرة.
الفيصلي حقق فوزا مقنعا جعله ينفرد بالصدارة عن جدارة، في حين أن شباب الاردن تراجع للمركز السادس وهو ما سيفرض عليه بكل تأكيد اعادة الحسابات في المرحلة المقبلة لايقاف نزيف النقاط.
انتفض الجزيرة على الحالة المتردية التي شابت مسيرته في البطولة ليخطف نقطة التعادل الثمينة من حامل اللقب فريق الوحدات في موقعه غلبت عليها الحوارات التكتيكية المثيرة ما بين الفريقين بالرغم من الفوارق الفنية الواضحة التي كانت تميل في مصلحة الوحدات.
النقطة هي الثانية في رصيد الجزيرة والذي ستشكل له النتيجة محطة إنطلاق مهمة في علاقته مع البطولة، ذلك لأنها جاءت لتعيد للفريق بريقاً خفت حتى بات غير مرئي على خارطة المنافسة في هذا الاستحقاق، لكنه تحت قيادة المدير الفني المصري محمد عمر عاد ليقدم عرضاً هو الأقوى هذا الموسم.
مجريات المباراة وإن شهدت سيطرة واضحة للوحدات على وسط الميدان، إلا أن وقعه الهجومي جاء جافاً ومزدحماً بالتخبط غير المسبوق، إذ إتخمت أفئدة لاعبي الوحدات بنشوة الفوز الكبير الذي سطروه على حساب دهوك في ذهاب دور الثمانية لبطولة كأس الاتحاد بخمسة أهداف مقابل هدف واحد، وهو ما أدى بهم إلى دخول مواجهة الجزيرة بثقة مفرطة، ساهم في زيادتها الهدف المبكر الذي أحرزه محمد جمال والذي سرعان ما رد عليه صالح الجوهري بالتعادل، لكن مع مضي الوقت بدأ اللاعبون يشعرون بحراجة الموقف وهم يواجهون تمترساً دفاعياً ضاغطاً من قبل الجزيرة، وفي ذات الوقت قدرة الخط الهجومي للفريق على إزعاج مرمى عامر شفيع بكرات فاحت منها رائحة الخطورة، خاصة في الربع ساعة الأخيرة من عمر هذه المواجهة التي كثف فيها الوحدات من حراكه الهجومي الجاف رغم مرتدات الجزيرة الخطرة.
ورغم فوز البقعة بهدف نظيف على حساب ذات راس إلا أن مجريات المباراة جاءت مغايرة عما تخللها من قدرة ومنعة فنية أظهرها ذات راس وعكست رغبته الجامحة في الثبات بمصاف دوري الأضواء على أقل تقدير، وهو الذي سطر نتيجة مدوية في الأسبوع الثالث على حساب الجزيرة بنتيجة (5-1).
المباراة شهدت حذراً من طرفيها عقب صافرة البداية قبل أن يبدأ البقعة في بذل مساعي جادة للسيطرة على وسط الميدان، لكن هذه المساعي سرعان ما إستوعبها ذات راس بنجاح ليبادل خصمه مشاهد التهديد حيث استمر هذا الوقع حتى منتصف الشوط الثاني الذي شهد هدف البقعة الوحيد، والمفاجئ كون ذات راس كان الأفضل في المباراة سواء قبل الهدف أو بعده.
وأدى الإنفتاح الهجومي في موقعة الرمثا العربي إلى زخم تهديفي إنتهى لمصلحة الرمثا بثلاثة أهداف لهدفين وهي النتيجة التي جاءت مخالفة لتوقعات الكثير من المراقبين، والذي توقعوا أن تشهد حذراً شديداً، خاصة في وسط الميدان، لكن المجريات جاءت مخالفة لهذا الطرح.
الرمثا تقدم بداية بهدفي حمزة الدردور ومصعب اللحام في الحصة الأولى لكن هذا التقدم لم يكبح جماح العربي الذي بذل جهوداً مضاعفاً للتسجيل لينجح سعيد مرجان في إحراز الهدف الاول مع قرب إنتهاء الحصة الاولى ليضيف في منتصف الحصة الثانية هدف التعادل قبل أن يخرج بعدها بالبطاقة الحمراء، لكن الرمثا عاد إلى التقدم مجدداً بواسطة اللحام الذي حافظ عليه الفريق رغم بقاء حالة الزخم الهجومي على حالها دون أن يطرأ أي تجديد على مشهدها الفني الذي جاء هجومياً على حساب الشق الدفاعي، إذ كان العربي قريباً من تحقيق التعادل مرة أخرى رغم إفتقاده جهود نجمه سعيد مرجان، كما كان الرمثا قريباً من تعزيز تقدمه كذلك، لكن النتيجة ظلت على حالها دون أي تجديد يذكر، وبذلك ظل الرمثا في المركز الرابع بعدما رفع رصيده إلى عشر نقاط، أما العربي فإندفع إلى المركز قبل الأخير برصيد نقطة واحدة فقط.
للأسبوع الثاني على التوالي ظهر فريق كفرسوم بمستويات فنية وبدنية ثابتة لفتت الأنظار من حيث الانضباط التكتيكي الدفاعي والهجومي والعملياتي وسط الميدان، ونجح في ضبط إيقاع عملياته المتوازنة في منطقة التحضير وبرزت قوته الجمعية وسط الميدان للتحضير الناجح للعمليات الهجومية في ظل خيارات ميدانية متنوعة.
وسجل كفرسوم في هذه الجولة تقدما نوعيا من الناحية الهجومية بتسجيله ثلاثة أهداف في مرمى اليرموك جاءت جميعها بأسلوب اللعب والتحضير الناجح من خلال الاختراق من العمق حينا ومن الأطراف أحيانا أخرى.
وإذا كنا نسجل لفريق كفر سوم قدرته على الوصول المرمى أكثر من مرة في مباراته أمام اليرموك، فإننا بالمقابل نسجل للاعبي وسط الميدان والمنطقة الخلفية مقدرتهم على التعامل الناجح والهادئ مع محاولات اليرموك الهجومية التي غالبا ما كانت تنتهي بعيدة عن الخطورة فيما ظل مرمى اليرموك تحت ضغط سيل الهجمات المنظمة لفريق كفرسوم الذي نجح في تسجيل الفوز بنتيجة (3-0). وبهذا يكون فريق كفر سوم هو المستفيد رقم (1) من نتائج هذه الجولة حيث قفز للمركز الخامس على سلم الترتيب العام للفرق مع نهاية الجولة الخامسة على حساب شباب الأردن الذي تراجع للمركز السادس.
أمّا اليرموك الذي عانى كثيرا في إيجاد الحلول الميدانية وتطبيقاتها الدفاعية والهجومية، فقد ظهر بمستويات فنية وبدنية متواضعة في هذه الجولة.
وتخطى المنشية نظيره الجليل بعدما قدم عرضاً هجومياً قوياً إثر بداية حذرة ما بين الفريقين، إذ لم يستمر هذا الوضع طويلاً ليمتد المنشية إلى الهجوم الموسم منهياً الشوط الاول بتقدمه بهدفين نظيفين، في المقابل حاول الجليل وبكل ما يملكه من قدرات مبادلة خصمه السيطرة لكن حضوره التكتيكي لم يكن متطوراً ومزعجاً لدفاعات المنشية الذي عرف من أين تؤكل الكتف عبر الإرتداد الهجوم المرتد السريع المربك لينجح في إضافة الهدفين الثالث والرابع في الحصة الثانية.
الانتصار هو الاول للمنشية في البطولة بعد تعادلين وخسارتين، إذ نجح من خلال هذه النتيجة في رفع رصيده إلى خمس نقاط فيما إندفع الجليل لاحتلال المركز الأخير برصيد نقطة واحدة فقط.
|