هل الجوع حقاً،،،يولد العنف

هل الجوع الناتج عن الاستغلال والفساد هو المحرك الأساسي لمثل هذا الترهل والفلتان الأمني

وهل الجوع حقاً يولد العنف أم العكس ؟؟؟

في يوم الجمعة أنظر باستغراب إلى الجموع والجماهير الغفيرة التي تتردد على دور العبادة لأجد كثير من الأسى والألم على وجوههم  وهي تشعر بالعجز أمام غول الرأسمالية والاستغلال.

أصبح الأردن يميل لصالح أقلية من الأغنياء ويضطر الأغلبية للعيش ظروفاً في غاية القسوة،،،

تلك الأوضاع دفعت كثيراً من المثقفين للتفكير بطرق الخلاص

فهل نواجه الآن صراع الطبقات،،،،الجميع يحلم بمجتمع مثالي خال من الاستغلال

يبذل الفرد بهذا الوطن طاقته ويأخذ منه حاجته،،، ولكن في بعض الأحيان ترى بأن الدولة

أصبحت صاحبة العمل الوحيد والكل يبحث عن المنصب الرفيع ليصبح المواطن العفيف الشريف بدون طموح لمستقبل أفضل،،،ومع تفشي البيروقراطية بدأ الكسل يدب بأفراد المجتمع

وبدأت الدولة كأي رأسمالي يريد الحفاظ على مصالحه،،،لتزيد من أجهزة الرقابة على الأفراد

وأدى ذلك إلى الإحباط والخوف من القادم ،،،لتقف أحياناً أجهزة الدولة حائرة من شدة هذه الحوادث وأصبح القانون أقل صرامة على البعض وأشد ضراوة على البعض الآخر،،،

وهذا أضعف الأجهزة الأمنية والرقابية فأنا لست أتهم أحداً هنا ،،،،ولكني حائراً

فالبيروقراطية المتفشية بأجسادنا أصبحت رائحتها نتنة،،،لتجد نفسك حائراً أمام موظف بإحدى الدوائر الحكومية لا يفقه من العلم شيئاً وحجم الموظفين بإحدى الدوائر جداً مضحك

لتجد موظف يحتفظ بالخاتم الرسمي والآخر بالتوقيع تجد أغلب الأحيان موظف متفاني والآخر يقضي يومه بمجاملة فلان والشيخ فلان ويمجد فلان،،،

وحالة ترهل تدعوا للشفقة وتجد أحياناً موظفاً صغيراً بالوظيفة ليس إلا ينجز معاملتك بأسرع وقت وبدون إيحاءات بالرشوة الإجبارية.

فهل العدالة النسبية كافية للمجتمع الإنساني ؟؟؟

إن عدد الفقراء والضعفاء يزداد يوماً بعد يوم وعدد الجياع يتضاعف فالرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ربط الكفر والفقر معاً في حديثه الشريف الذي يدعوا فيه إلى ربه

قال المصطفى(أني أعوذ بك من الكفر والفقر)وأيضاً حديث مهم لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم(ليس المؤمن من بات شبعان وجاره طاو)

 

أنا لا أقصد طبعاً العنف القائم هذه الأيام والقتال المضني بأماكن متفرقة من الوطن الكبير

نقصد هنا بأن الجوع كافر وجائر وسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه قال

(والله لو كان الفقر رجلاً،،،لقتلته) وأيضاً(يا معشر الفقراء ارفعوا رؤوسكم فقد وضح الطريق)

 

والعالم أجمع اليوم بأن المرحلة المقبلة مع غضب الطبيعة وإرهاق كوكب الأرض يلقي بظلال الجفاف والفقر والموت على بعض الشعوب المقهورة.وهذا أيضا من الأسباب الرئيسية لابتعادنا عن مخافة الله .

فكلما صعد بالأفق رجلاً غنياً بالطرق الملتوية طبعاً ينتج عنه ألف فقير من الاستغلال الوظيفي أحياناً ومن الواسطات والخوض بالا معقول والتوظيف الغير متكافئ لكثير من الأشخاص الذين لم يكملوا حتى تعليمهم. 

 

فالبيروقراطية والجوع يولد الحقد أحياناً وأحياناً العنف.

 

هاشم برجاق

الموقع الرسمي للكاتب

www.Hashem.jordanforum.net