الزرقاء تعاني العطش .. وتنتظـر حـلا!

 

إبراهيم أبو زينه=أزمة المياه و التعطل الدائم لشبكة الصرف الصحي معضلتان حقيقيتان تعاني منهما مجمل الإحياء القديمة في الزرقاء , ثاني أكبر المحافظات بعد العاصمة عمان , فثمة خلل مزمن في شبكة الصرف الصحي سببت العديد من المشاكل للمواطنين أبرزها فيضانات المناهل في الشوارع العامة و تنغيص الحياة على المواطنين , فضلا عن الرائحة الكريهة التي المنبعثة منها و التي تجلب بطبيعة الحال الحشرات و الأوبئة.

كما تعاني تلك الأحياء من مشكلة انقطاع المياه عنها و لفترات طويلة , تصل في بعض الأحيان و المناطق إلى شهور عدة , خاصة في فصل الصيف , و طالما تكررت سيناريوهات العطش في الزرقاء فقد كان آخرها في هذا العام و العام الماضي الذي كان الأشد سوءا في تاريخ أزمات المياه حتى لاح في الآونة الأخيرة بصيص أمل دغدغ أحلام الاهالي وسعادة غامرة انتابت قلوبهم عشية توقيع الأردن اتفاقية مع مؤسسة تحدي الألفية الأمريكية في واشنطن.

والمنحة تقدمها المؤسسة للمملكة الأردنية الهاشمية بقيمة 275 مليون دولار و ذلك لتمويل مشروعات في قطاع المياه و الصرف الصحي في محافظة الزرقاء, تساهم في تحسين خدمات المياه في معظم مناطق الزرقاء من خلال تحويل نظام التزويد المائي الحالي الذي يعتمد على الضخ المباشر بشبكة المياه إلى التزويد بالانسياب , كما ستساهم منحة الألفية في التقليل من كلفة توزيع المياه من خلال استبدال شبكات المياه القديمة , الأمر الذي سيقلل من كمية الفاقد المائي وتوفير كميات مياه أضافية للشرب و بالتالي زيادة حصة الفرد من المياه بنسبة تصل إلى حوالي50 بالمئة , فضلا عن مساهمة المنحة في تحسين الوضع البيئي و الصحي و رفع نسبة المخدومين بخدمات الصرف الصحي في محافظة الزرقاء لتصل إلى 82 % فضلا عن زيادة كميات مياه الصرف الصحي المجمعة من محافظتي الزرقاء و عمان , و تحسين نوعية مياه الصرف الصحي المعالجة لاستخدامها في الزراعة بدلا من مياه الشرب العذبة التي يتم استخدامها حاليا لأغراض الري ، ناهيك أنها ستوفر فرص عمل للشباب للأردني.

كما تشتمل المنحة على تمويل لتنفيذ مشروع شبكات المياه يتضمن إعادة هيكلة و تأهيل شبكات المياه، و مشروع شبكات الصرف الصحي الذي يتضمن إعادة تأهيل وتعزيز شبكات الصرف الصحي والتوسع في خدمة مناطق جديدة، بالإضافة إلى مشروع توسعة محطة الخربة السمرا , بالإضافة إلى تخصيص جزء من المنحة لغايات تحسين البنية التحتية الخاصة بالمياه والصرف الصحي لمنازل أصحاب الدخل المحدود في محافظة الزرقاء , و زيادة التوعية بأفضل الممارسات الخاصة بكفاءة أنظمة المياه والصرف الصحي المنزلي ، مما سيخفف الأعباء المالية المترتبة عن صيانتها وتجديدها .

ويصف اهالي الزرقاء «منحة الألفية» بمشروع إنقاذ حقيقي , موضحين أن تلك المنحة و إذا نفذت فعليا على ارض الواقع فستنقذهم من عذابات انقطاع المياه المتكررة عنهم .

ومع أن هناك ثمة تحسن في التزويد المائي في هذا العام وخاصة في بعض مناطق المحافظة التي عاشت عذابات مريرة العام الماضي خلال أزمة المياه الأسوأ في تاريخ الزرقاء , إلا أن ثمة شكاوي لا زالت ترد من مناطق عديدة تشكو انقطاع المياه في ظل اهتراء الشبكات و سرقة الكوابل و المضخات التي تشغل المصادر المائية في المحافظة .

أما حي جنين في حي الحسين و حي معصوم و حي رمزي و جبل طارق و برخ و الغويرية و الوسط التجاري و الأمير محمد و إسكان المهندسين و نصار و ضاحية الأميرة هيا فلا زالت تعاني من ذات المشكلة إذ يأمل المواطنون في تغيير ذلك الواقع المرير بعد تنفيذ و تطبيق منحة الألفية.

اما شبكات الصرف الصحي فحالها لا يحسد عليه المواطنون فبعض تلك الشوارع تكاد لاغ تخلو من المياه العادمة التي تفيض و خاصة في بعض الشوارع المتردية في المدينة , الأمر الذي نغص على المواطنين حياتهم وآذى المارة منهم وفضلا عن الأذى الذي يلحق بسياراتهم مما دفع بعض شباب القاطنين في تلك الشوارع إلى تسمية شوارع بأسماء ساخرة نتيجة ذلك الوضع المتردي في شبكات الصرف الصحي .

ويصف محافظ الزرقاء سامح المجالي مشروع تحدي الألفية بالمشروع الاستراتيجي و الحيوي ، موضحا أن المشروع المشار إليه يهدف إلى حل مشاكل المياه في محافظة الزرقاء حتى العام 2035.

وأوضح المجالي خلال لـ «الدستور»أن مشروع الألفية سيساهم في صنع مستقبل جيد للخربة السمراء للمحطة الحرارية و لمصفاة البترول و للجامعات في الزرقاء خاصة و أن المشروع سيحقق لمحافظة الزرقاء مجموعة من الأهداف الإستراتيجية , كتحسين وفرة و كفاءة توصيل المياه لكافة مواطني الزرقاء و الرصيفة و إنشاء شبكات صرف صحي جديدة تغطي المناطق غير المخدومة و معالجة فيضانات الخطوط وزيادة الكمية التي يتم جمعها في الزرقاء لمعالجتها وإعادة استخدامها كبديل للمياه العذبة لغير أغراض الاستخدام المنزلي