‏بعد ‏تدمير البنية الاقتصادية والعسكرية والاجتماعية ‏لاهم وأكبر دولتين ‏في المشرق العربي ‏بإيدي وأموال عربية ‏وبعدأن ‏تم الاستيلاء على السيادة الاقتصادية وبالتالي السيادة السياسية عبر ارهاق بقية دول الطوق عبر مديونيات ساهم في خلقها قتلة اقتصاديون محليون وبعد ان هز الربيع العربي النظام الرسمي بعد خلع مبارك وبن علي ‏ومقتل القذافي ، تحسس ‏من بقي ‏منهم كرسيه ‏وقال نتحالف ‏مع إسرائيل والشيطان ‏للابتعاد ما امكن عن عزرائيل شعوبنا.

‏المشكلة أن هناك ‏نظام عالمي وآخر عربي ‏ يتشكلان ‏بحدود ووصف وظيفي مختلف يجعل اصحاب ‏النظام الرسمي العربي الحالي خارج الخدمة ‏ومنتهي الصلاحية. ‏‏حالهم لن ‏يكون افضل حالا ‏من حال مبارك ‏وبن علي ‏والقذافي ‏أو حال ماركوس ونوريغا ‏وسوهارتو‏من قبلهم. ‏لم تقبل الولايات المتحدة بمنح شاه إيران تأشيرة دخول للعلاج من مرض السرطان و تركته يموت ‏ولم يجد في الدنيا قبرا يواريه الا ‏في مصر السادات. ‏أفلا تعقلون؟

***

لو لم يكنهناك سوى خطيـئة واحدة وهي أن يكون مفتاح فتح وقفل الطاقة المولده للكهرباء ‏في أي بلد حتى بين يد صديق فتلك خطيئةأما أن تكون مفاتيح الطاقة المولدة للكهرباء في يد عدو غادر لا يخفي تطلعاته التوسعية فالخطيئة لا تغتفر ، ذلك لانه يستطيع أن يُرجع البلد الى العصر الحجري بدون كهرباء مما يعرض الامن القومي للخطر الجسيم وبدون إطلاق رصاصة واحدة ! لهذا ‏السبب لم ‏اهتم بتفاصيل اتفاقية الغازالى ان ألح عليّ بعض الاخوة قراءة ترجمتها بعد ان افصح عنها احد النواب. بعد ان قرأت الاتفاقية لم أجد ما اقوله سوى(يا حرام)، ولم اجد اكثر توصيفاً مما كتبه اردني واسع الاطلاع وعالي الثقافة اخلاصه ووطنيته تخرج من بين سطور تعليقاته والتي يبدو وكأنها تأتي من خلفية رجل تسلم مناصب ومهام مهمة ويبدو من اسمه المستعار المغترب (Almugtareb)حيث كتب تعليقاً على أحد مقالاتي عن الطاقة في الاردن ما يلي"انا مطلع على الكثير من تفاصيل صفقه الغاز واعرف من هم اهم المتورطين فيها وأدوارهم ،،، اقسم بالله العلي العظيم لو قام هيرتزل وبن غوربون من قبريهما وطلب منهما تنظيم اتفاقيه لصالح اسرائيل على حساب الاردن وفلسطين وأمن وكرامه الشعبين لما تفتق عقلهما عما فعله بعض منا بِنَا…”

‏‏المأساة : ‏ما ‏كان ممكنا إنتاج مكامن الغاز الفلسطيني المسروق بدون اتفاقيات الغاز هذه:‏يعتبر الغاز المكتشف غازا ‏حبيسًا ‏ما لم يكن له ‏أسواق ‏مضمونة. ‏ويتم بيع الغاز بحالته ‏الغازية ‏بواسطة الأنابيب للأماكن القريبة وبحالته كسائل ‏الى الاسواق البعيدة وهذا يحتاج إلى مشاريع إضافية مكلفة جدا لتسييله. لم يكن مشروع ‏ تطوير إنتاج حقول الغاز المكتشفة ممكنا لو كانت كمية الإنتاج فقط لخدمة سوق الكيان المحتل فقط . ‏ضمان اتفاقيات بيع الغاز للدول الجوار كان شرطا ‏ ‏أساسيا لتمويل المشروع. ‏إذا فاتفاقيات ‏الغاز هذه قد ساهمت في ‏تمويل تطوير الانتاج ورفعت من جدواه الاقتصادية!!!

لزيادة الطاقة الانتاجية يتوجب بناء محطات تسييل الغاز وعندها يمكن نقله الى اي مكان في المعمورة . لم تقبل اي مؤسسة في تمويل مشروع في عرض البحر بكلفة مليارات الدولارات لدولة في حالة حرب ويمكن تدمير تلك المنشآت بعود ثقاب لكي لا نقول بصاروخ . وكان الجواب في مصر.

تمتلك مصر أكثر من ضعفي كمية الغاز الفلسطيني المسروق . بعد الاضطرابات في مصر ومن قبل ذلك سوء التخطيط تأخر انتاج حقول الغاز المصرية المثبتة مما تسبب في نقص في كميات الغاز المصري وتوقف التصدير للكيان المحتل وللاردن بل وتوقف تزويد محطات التسييل العائدة لاستثمار اجنبي في مصر مما سبب رفع دعاوى قضائية للخسارة الناجمة عن ذلك . استغل الكيان المحتل ذلك ووقع اتفاقيات لتسييل الغاز في تلك المنشآت علماً بأن عملية تطوير الانتاج استؤنفت وتم تطوير بعض الحقول بما فيها حقل ظهر وهو اكبر حقل في البحر الابيض المتوسط مما جعل مصر تملك فائضاً من جديد . ومن المفيد ذكره أن خط الغاز بين مصر والاردن (فجر) قد تم استعماله بطريقة عكسية بين حقول الغاز المسروق من الكيان المحتل مما خلط الحابل بالنابل بين الغاز المصري والصهيوني !!! . ‏دخل ‏حقل "ظهر” المصري مرحلة الانتاج ‏حديثا ‏ وإستأنفت مصر تصدير الغاز للأردن ولديها فائض والسؤال أين ستقوم ‏بتسييل فائض غازها؟

اضافة الى توفر وقود للطاقة الكهربائية في الاردن عن طريق الصخر الزيتي والطاقةالنظيفةكطاقة الشمس والهواء والغاز الريشة الاردني تحت التطوير اصبح اليوم الغاز المصري يصل الى الاردن وهناك محطات لاستقبال الغاز السائل في العقبة بأسعار تساوي أو تقل أسعار غاز الكيان المحتل بالاضافة الى امكانية الغاز العراقي المصاحبلخط انابيب الحقول العراقية الى العقبة. فما الداعي لشراء غاز من عدو ؟

ورشة صفقة القرن في المنامة ما هي سوى حلقة من التطبيع سبقتها هذه الصفقات. ما وُعِدَ به الاردن من كوشنر ومشاركوه من هِبات وقروض اقل من المساعدات الامريكية الحالية ومبلغ ال10 مليار دولار ثمن الغاز يكفي لبناء محطات توليد كهرباء من الصخر الزيتي يغطي كامل طاقة استهلاك الكهرباء اليوم مضافاً اليها مشاريع توليد الكهرباء المحلية الاخرى !

‏هذه ليست صفقات غاز وإنما كجزء من بسط الهيمنة الاقتصادية الصهيونية قبل اشهار إمبراطورية إسرائيل الكبرى. ولكن…

***

صدقوني: الامبراطورية الامريكية في افول والكيان المحتل الـى زوال:

نحن في بداية نظام عربي واسلامي وعالميجديد. صحيح ان المشهد العربي اليوم محبط. فكل دولة في النظام الرسمي العربي تلعن اختها بل وتلعن نفسها. فهذه الدولة كلما هجاها ترامب جادت عليه بعشرات بل مئات مليارات الدولارات من اموال شعوبها، وذاك البلد يشتري السلاح ليقتل اخيه. البعض صرف ويصرف مئات المليارات لتدمير وتهجير الملايين من ابناء الشعب العربي الواحد ، والكل يلعن الكل ويرقص على انغام صهيوني مجرم غاصب وهو يتحسس كرسيه، ومشروع اسرائيل الكبرى على قدم وساق لولا ان ‏امريكا ‏تريد والله ‏فعال لما يريد. فهي ‏تعاني اليوم من أمراض شيخوخة الإمبراطوريات ‏التي اوصلتها إلى نهاية مدتها. ‏فلندع الأرقام ‏والحقائق تتكلم.

‏جاء القرن الواحد والعشرون ‏وأعلن ‏المحافظون الصهاينة الجدد بأن هذا القرن سيكون قرنا امريكيا بامتياز. ‏وقالوا ‏أن ‏نظامهم الرأسمالي ‏صالح لكل زمان ومكان وعلى الجميع اعتناقه وأن على الجميع أن يقرر ‏أن يكون معه ومن لا يكون معه فهو ضده ويستحق اللعنة وصواريخ كروز بل والغزو‏. خلال اقل من 20 سنة لم تربح الولايات المتحدة اي حرب من حروبها بالاصالة او الوكالة . كذلك كاد نظامها المالي والاقتصادي ان ينهار بسكتة قلبية اقتصادية تأجلت خاتمتها الكارثية لكنها لم تنتهي.

سنة 1999 كانت معظم اكبر 500 شركة عالمية من الولايات المتحدة و8 منها فقط من الصين . اخر قائمة لنفس المجلة عن اكبر 500 شركة عالمية اصبحت الصين تحتل المركز الاول منها 129 شركة صينية مقابل 121 شركة امريكية . كذلك في عالم المال كانت سنة 1999 الولايات المتحدة تمتلك المراكز الاولى لاكبر 10 بنوك عالمية في آخر قائمة احتلت الصين المركز الاول والثاني والثالث والرابع لاكبر البنوك العشرة العالمية كما وردت في قائمة مجلة فورتشن بينما احتل بنكين امريكيين فقط المركزين السادس والتاسع في حين كان اول 8 بنوك في قائمة العشرة سنة 1999 بنوك امريكية.سياسيا اصبحت الولايات المتحدة في واد وشركائها الاوروبيون في واد آخر واختلفوا معها تقريبا في اكثر الملفات، وطالهم من العقوبات وفرض الرسوم الجمركية ما طال القريب والبعيد والصديق والعدو في تخبط واضح ما يشي بقرب الانهيار. وعسكريا هددت الولايات المتحدة ايران وفنزويلا بعظائم الامور وخسرت الرهان في كل منهما.

ما لا يقوله الامريكيون علانية يقولونه في السر . الرئيس الاسبق جيمي كارتر يقارب منتصف التسعينات من عمره ويُلقي موعظة الاحد في كنيسة بلدته الصغيرة . في إحدى المواعظ مؤخراً كشف النقاب عن محادثة تلفونية بينه وبين الرئيس ترامب . قال له ترامب وهو مغتاظ أن الصينيين قد سبقونا . قال له كارتر: قل لي كم حرب دختله الصين منذ سنة 1980 وكم حرب دخلناه وتعرف لماذا؟ وأذكر هنا بما يقوله المؤرخون بأن الامبراطوريات تنهار عندما تصبح قوتها السياسية والعسكرية والاقتصادية غير كافية للحفاظ على اهداف هيمنتها فيبدأ ويتسارع الانهيار وهذا ما حدث في الاتحاد السوفياتي وما يحدث للولايات المتحدة اليوم. لذلك أقول أن ‏هناك نظام عالمي جديد يتشكل ويتشكل معه ‏نظام عربي وإسلامي جديد لا مكان فيه للنظام الرسمي العربي الحالي و‏تساهم المقاومة ومن يساندها في تشكيله . وحيث أن النظام الرسمي العربي هو توأم الكيان الصهيوني وسنده وحيث ان الولايات المتحدة في افول أؤكد وأجزمُ أن الكيان الصهيوني الى زوال .

***

دول التطبيع المهرولة للتحالف مع الكيان الصهيوني هي كالمستجير من الرمضاء بالنار . والبائعون لفلسطين اليوم سيقولون غدا أُكلنا يوم أُكل الثور الأبيض.