ليش بتسافروا برا ؟!!


مئات آلاف الأردنيين توجهوا إلى الخارج لقضاء إجازة العيد الطويلة، في مقاصد تقليدية، باتت شوارعها تعج بالأردنيين، كاسطنبول واخواتها التركيات وشرم الشيخ وطابا وأوروبا الشرقية.
ولو ان الديار السورية الحبيبة، آمنة تماما، لفاضت بالأردنيين الذين من «نقرة سلف» يكونون في درعا ودمشق واللاذقية.
لا شك أن السياحة ثقافة ومعرفة وعلم وترفيه وترويح وتخفف من الضغوط. لكنها ليست كل هذا فحسب.
فالإنفاق في السياحة الداخلية، منفعة وطنية ايضا، تدعم استثمارات فنادقنا ومطاعمنا ومرافقنا السياحية والأثرية، التي يعمل فيها عشرات الآلاف من ابنائنا.
لا بد أنك صادفت كثيرين من أصدقائك واقاربك الذين يعرفون شوارع اسطنبول ومطاعمها وفنادقها ومساجدها، التي زاروها مرات، ولم يزوروا اهل الكهف ومقامات الصحابة وشهداء مؤتة.
ولا زاروا البتراء ووادي رم ومأدبا ونيبو والمغطس. ولا زاروا القصور الصحراوية. ولا زاروا قلاعنا في الكرك والشوبك والربض. ولا تعرفوا على الحمامات الاستشفائية في ام قيس وماعين وعفرا والبربيطة.
ولا زاروا محميات بلادهم السبع الجميلة: ضانا، الأزرق، الموجب، وفيفا، دبين، عجلون والشومري.
يوجد في بلادنا الجميلة، خمسة مواقع ثقافية و طبيعة أدرجت ضمن التراث العالمي لدى اليونيسكو هي: البتراء، قصر عمرة، أم الرصاص وادي رم والمغطس.
وفي بلادنا الجميلة 16 موقعا مُدرجة على القائمة الإرشادية المؤقتة لمواقع التراث العالمي، منها البلدة القديمة في كل من جرش، السلط، أم قيس، آثار بيلا، آثار أم الجمال قلعة الشوبك، قصر المشتى، محمية ضانا، وادي الموجب ومحمية الأزرق.
لم ازر تركيا. ولا زرت دبي! زرت عوضا عنهما، كل ارجاء بلادي وتعرفت على جمالها الذي لا مثيل له في كل العالم.
يوم أمس الأول تناولت مع أصدقائي واسرنا طعام الغداء من خيرات بلادنا في «بيت خيرات سوف». وهو مبادرة نسائية سوفانية خلاقة، أنتجت مطعما سياحيا متميزا، يسر من يرتاده لما يقدمه من وجبات تراثية شهية سخية.
لقد نحتنا في «جمعية الحوار الديمقراطي الوطني» شعارا وطنيا هو «اعرف وطنك اكثر تحبه اكثر».
ونطبق قاعدة: السياحة الداخلية أولا وعاشرا، وبعد أن نتعرف على بلادنا ونشبع منها، سنتفضى لزيارة بلاد خلق الله.
في الخاطر سؤال موجه إلى الجميع: قطاع السياحة والناس، ما هي الأسباب التي تدفع أسرنا إلى السياحة في الخارج