«التنمية» تحقق رغبة 27 فتاة من دور الرعاية باداء مناسك العمرة

اخبار البلد - اتاحت وزارة التنمية الاجتماعية اخيرا الفرصة ل « 27 « فتاة من خريجات دور الرعاية الاجتماعية وبيت اليافعات لاداء العمرة , والمرة الثانية التي تقوم الوزارة بمساعدة الفتيات بتحقيق رغبتهن باداء مناسك العمرة.
وتعتبر اداء العمرة لهولاء الفتيات حلما لطالما روادهن بعد ان ضاقت بهن الحياة وعشن ظروفا حياتية صعبة نتيجة ابتعادهن عن اسرهن الى مصير مجهول شكل حالة من قلق الدائم لهن.
هؤلاء الفتيات تركن دور الرعاية منهن من تزوجت واخريات يعملن وجدن في اداء العمرة فرصة حقيقية للشعور بالراحة النفسية ولتثبيت ايمانهن خاصة بعد صعوبة الحياة التي عشنها.
وبينت مستشارة وزير التنمية الاجتماعية للاحتضان هيا ياسين مدى تاثير اداء العمرة على حياة الفتيات ومدى حاجتهن للشعور بالامن النفسي الذي لا يشعر الانسان بمعناه الحقيقي الا بهذا المكان المبارك.
وقالت ياسين الى «الراي» ان دعوات هؤلاء الفتيات اثناء ادائهن العمرة تبعث بالنفس الحزن والفرح معا, فدعواتهن كانت بالرجاء لله سبحانه وتعالى ان لا يحتجن لاحد بالحياة وان يعوضهن خيرا عن عدم عيشهن باسرهن وحرمانهن من حنان وعطف الوالدين.
وبينت ياسين التي رافقت الفتيات اثناء ادائهن العمرة هناك فتيات سافرن الى عدد من البلاد لكنهن لم يشعرن بالراحة والاستقرار النفسي الا باداء العمرة وهو ما عبرن عنه خلال رحلتهن لاداء العمرة.
واشارت الى ان ايمان هؤلاء الفتيات بالله عز وجل كان كبيرا وان حاجة هؤلاء الفتيات لاداء العمرة مضاعفة لانهن شعرن ان الحياة لم تقدم لهن ما يريدونه من امن اسري ووجودهن بهذا المكان المبارك غير اشياء كثيرة في نفوسهن.
واوضحت ياسين ان احدى الفتيات قامت باداء العمرة اربع مرات في يوم واحد بسبب شعورها بان هذا الامر يبعث الراحة في نفسها ويقربها من الله عز وجل.
واشارت ان الوزارة تكفلت بنفقات اداء العمرة من سفر واقامة واحتياجات الفتيات مؤكدة ان الاثر كان ايجابيا وهاما بحياة كل واحدة منهن وهو امر تلمسته الوزارة سابقا بعد ان عملت العام الماضي على اصطحاب فتيات وشباب من خريجي دور الرعاية لاداء العمرة برفقة مسؤولين بالوزارة لافتة الى ان الوزارة ستستمر في تحقيق حلم الكثيرين من الخريجين باداء العمرة في سنوات قادمة.
وحول وضع الفتيات في دار اليافعات التابع للوزارة والمخصص للفتيات التي تجاوزت اعمارهن الثامنة عشر وخرجن من دور الرعاية قالت ياسين ان الدار خرجت 6 فتيات اخيرا مما استكملن تعليمهن والتحقن بسوق العمل بمساعدة الوزارة.
واضافت «لقد عملنا خلال وجود الفتيات بالدار على مساعدتهن بالحياة من خلال توفير مكان اقامة لهن ودعم من هي على مقاعد الدراسة وتوفير فرص عمل لهن بعد ان خضعن لورشات وتدريب في جوانب هامة تتعلق بكييفية ادارة امورهن بالحياة والاندماج بها».
وقالت»لقد تم استئجار منزلين لهؤلاء الفتيات حيث قامت الوزارة بتجهيزهما بالاثاث وبجميع المتطلبات الاساسية لصيبح بيتا متكاملا يلبي احتياجات الفتيات اللواتي يعملن وسوف يتشاركن في ادارة امور حياتهن سوية بهدف حثهن على الاعتماد على الذات والانخراط بالحياة.
واوضحت ياسين ان مدة الاقامة بدار اليافعات عامين يتم خلالها استكمال تعليم الفتيات وتوفير فرص عمل لهن وتدربيهن على كيفية ادارة شؤون حياتهن ولا يتم اخراجهن من الدار وانتقالهن للبيوت التي تعمل الوزارة على تامينها لهن الا بعد التاكد انهن قادرات على ذلك مبينة انه في حال وجود اية شك لدى الوزارة بان ايا من الفتيات بالدار لا تزال تحتاج لوقت اكثر من عامين لابقائها بالدار يتم ذلك ولا يتم اخراجهن الا بعد التأكد من قدرتهن على ادارة امورهن وتامين منزلا مناسبا للعيش به.
وتبقى الحياة برغم صعوباتها والتحديات التي تعتري استمرارها بالنسبة لهذه الفئات هي مصدر قلق دائم فالمستقبل الذي يرسمونه بامالهم وطموحاتهم ليس سهلا بعد ان عانوا الحرمان العاطفي والامن النفسي الذي يكون مصدره وجود اسرة واباء وامهات يوفروا الحنان والارشاد والرعاية لابنائهم.
فهؤلاء غاب الفرح عن حياتهم لسنوات طويلة لكن بمساعدة الاخرين وخاصة التنمية الاجتماعية وتوفير احتياجاتهم قد يتمكنوا يوما ما من الشعور بعدالة الحياة التي حرمتهم من اسرهم ويستطيعوا المضي قدما بايامهم وتحقيق ما يريدونه.