تصريحات المعشر.. العمل بالمياومة

اخبار البلد-

 
أعترف ان تصريحات الدكتور رجائي المعشر، الرجل الثاني في الحكومة، مسؤول الملف الاقتصادي – تصريحاته – صدمتني واشعرتني بالاحباط.
المعشر يقول ان استخدام سيارات الكهرباء «الهايبرد» اضرت بواردات الخزينة، تخيلوا معي، توفير المواطن للوقود واستهلاكه سيضر بمالية الدولة.
طبعا، ما قاله المعشر بشأن سيارات الهايبرد يؤكد ان الحكومة تتنفع من استهلاك المواطن للوقود، بمعنى انها تتنفع من ملايين الدولارات التي تغادر البلد لغايات استيراد النفط.
عقلية التصريح مرعبة، بمعنى انها عقلية تعمل بمنطق المياومة، وهي سيرة استراتيجية المرحلة الضيقة، ولا تفكر الا بما سيدخل الخزينة اليوم من دنانير، دون اهتمام بالاستراتيجيات والارقام الكلية للاقتصاد.
الطبيعي ان تشجع الدولة مواطنيها على وقف استهلاك الوقود ما دام هذا الوقود مستوردا، ويكلف البلد الكثير في ميزان التجارة وخروج العملة الصعبة للخارج.
لكن حكومتنا لا تفكر بهذه الطريقة، انها عقلية «دبر مصروف اليوم، يأتيك ما في الغيب»، والغيب جيب المواطن المرهق الذي تحاول سياسات الحكومة الزامه على المزيد من النمط الاستهلاكي.
اتفهم ان الحكومة قلقة من تراجع الايرادات، وانها لا تريد الاعتراف بفشل قانون الضريبة التي ناضلت من اجله، لكن ما لا يمكن تفهمه ان تحاول الحكومة البقاء في دائرة الاقتصاد بالقطعة والمياومة.
حكومة غريبة الاطوار، تهاجم السيجارة الالكترونية، لأجل سيجارة اكثر ضررا للصحة والبيئة واكثر استنزافا لدخل الاسرة، والسبب انانية الجباية وعقم التفكير الاستراتيجي.
اما قصة الهايبرد فهي مفزعة، فالمواطن يفكر بتقنين مصروفاته، ويتقاطع ذلك مع توفير حجم استيراد النفط، لكن الحكومة تأبى وتصر على استمرار اعتمادها على بؤس المواطن.
ويمكنك ان تذهب بهذه العقلية القاصرة الى موضوع الطاقة البديلة، فالعراقيل توضع امام المواطنين، ليستمر استخدام الكهرباء والوقود لتستمر ارباح الحكومة.
حكومة تفكر بهذه الطريقة لن تفلح في انقاذ الاقتصاد الاردني، فعقلية المرحلي القاسي مسيطرة، ولا يوجد في هذه العقلية ما هو استراتيجي ولا يوجد مقومات للنهضة وغيرها من المصطلحات.
ختاما، حكومة بعقلية «شو في سيولة اليوم» لن تفكر بإصلاح التعليم العام ولا المستشفى العام، والسبب انها تعتاش على نمو الخاص على حساب العام، بالتالي نحن نقف امام عقلية مرعبة بكل معنى الكلمة.