متظاهرو السفارة الاسرائيلية يجتازون الحاجز الحديدي الاول في عدد لم يتجاوز المئات بعد كان المتوقع مليون مشارك

اجتاز متظاهرون الحاجز الأول المحيط بمسجد الكالوتي محاولين الوصول الى السفارة الاسرائيلية، الا ان قوات الأمن منعتهم وقامت بضرب عدد منهم.

حيث نظم المئات من الناشطين السياسيين والشباب اعتصاما في الساحة المحاذية لمسجد الكالوتي بمنطقة الرابية اليوم للمطالبة بطرد السفير الإسرائيلي من عمان وإغلاق السفارة.

وبدأ الاعتصام عصرا وظل يتزايد إلى ما بعد صلاة المغرب حيث واصل المتظاهرون اعتصامهم.

ويأتي الاعتصام أمام مسجد الكالوتي بدعوة من اللجنة العليا لمجابهة التطبيع للمطالبة بإغلاق سفارة العدو الصهيوني، في وقت أعلن ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"عزمهم على تنظيم مليونية الخميس للمطالبة بإغلاق السفارة الإسرائيلية في عمان. بيد أن عددا محدودا من المواطنين لبى الدعوة، حيث بدأ الاعتصام بعشرات من الشباب، ليلتحق بهم فيما بعد قيادات حزبية وسياسية وحشد من المواطنين تجاوز المئات.

وطالب الشباب بإنهاء وجود السفارة الإسرائيلية في عمان، ورد السفير، واعتبروا أن الرابية"محتلة" من قبل السفير. وهتفوا"السفارة احتلال للأرض الأردنية، لن نرضى باحتلال لأرض عربية"و"الشعب يريد إسقاط السفارة"و"تسقط سفارة الكيان الصهيوني"و" الرابية بدها تحرير من السفارة والسفير". كما رفضوا وجود السفارة والسفير على الأرض الأردنية قائلين"لا سفارة للكيان على أرضك يا عمان"و" عليّ صوتك يا عمان هذا الأردن ما بنهان"و"يلي هربتوا من عمان ما لكم عندنا مكان". وطالبوا بإلغاء معاهدة وادي عربة التي وقعها الأردن مع"إسرائيل" عام 1994، وهتفوا"الشعب يريد إسقاط وادي عربة". وأحرق المتظاهرون علم"إسرائيل".

ودفعت الأجهزة الأمنية بتعزيزات عسكرية(آليات وأفراد) كبيرة على مداخل منطقة الرابية، لا سيما في محيط السفارة الإسرائيلية، وأعلمت قوات الأمن صحفيين كانوا بالقرب من محيط السفارة بأن تلك المنطقة عسكرية وهي مغلقة وعليهم مغادرة المكان.

وتواجدت المئات من السيارات المخصصة للاعتقال تابعة لمديرية الدرك والأمن العام يستقلها المئات من الجنود، كما بقي عدد كبير من المرتبات في باصات تتبع لإدارة النقليات المركزية وهم على أهبة الاستعداد للتدخل عند أي طارئ. وأقامت قوات الأمن سياجا حديديا أغلقت فيه الجهة التي يمكن أن ينفذ المعتصمون عبرها إلى السفارة، ثم وقف مرتبات الأمن بسلسلة بشرية على طول تلك الجهة، وبقي المعتصمون في ساحة مسجد الكالوتي. ولم يسجل احتكاك بين المتظاهرين وقوات الأمن.

ونقلت وكالة(أ. ف. ب) عن مصادر أمنية أنه انتشر نحو 1500 من رجال الأمن مساء الخميس قرب السفارة في منطقة الرابية (غرب عمان) وأقاموا حواجز في الطرق المؤدية إليها، بحسب الوكالة.

ونظم المعتصمون قرب مسجد الكالوتي الذي يبعد عن مقر سفارة العدو الصهيوني نحو(2كلم)، في ظل"هروب" السفير الصهيوني وطاقم السفارة من عمان، قبل يوم من تنظيم الاعتصام تحسبا لأي طارئ. وهتف الشباب معتبرين ذلك"نصرا لهم"، وطالبو بأن لا يعود السفير وطاقمه إلى عمان.

ورفع الشباب يافطات كتب عليها"الشعب يريد إسقاط معاهدة وادي عربة"و"لا سفارة إسرائيلية على الأرض الأردنية"و" لا للحلول الجزئية"و" اتفاقية وادي عربة أسقطوها يا أحرار". ووجد المعتصمون في وقفتهم فرصة لتوجيه رسالة للرئيس الفلسطيني محمود عباس وخصوصا مع اقتراب تقديمه بطلب للأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 67. وهتفوا"يا عباس يا عباس عودتنا هي الأساس"و"يا عباس يا عباس العودة حق مقدس".

وحول ما إذا كانت الرسالة من الاحتجاج قرب السفارة الصهيونية في عمان وصلت لأصحاب القرار، قال عضو المكتب التنفيذي لحزب جبهة العمل الإسلامي زكي بني ارشيد لـ"السبيل" إن مجرد القيام بفاعلية عنوانها الاحتجاج على وجود السفارة الصهيونية في عمان ذات مضامين متعددة، منها ما هو موجه لصاحب القرار بأن الأردنيين لهم خياراتهم ويجب أن تحترم.

وهذا الخيار يتمثل في ضرورة إنهاء العلاقة الآثمة مع العدو الصهيوني، وإنهاء الصلة الدبلوماسية وكافة أشكال التواصل مع العدو الصهيوني، إضافة إلى إنهاء التمثيل الأردني في إسرائيل.

ولفت إلى أن الظرف مناسب في الفترة الحالية لاتخاذ هذه الخطوات خصوصا بعد الخطوات التي اتخذها الأتراك، وما قام به الشعب المصري.

ووجه رسالة لأصحاب القرار مفادها الإرادة الحالية هي إرادة الشعوب، وهي أعلنت قرارها ومرادها. وقال إن الخطر القادم على البلاد هو صهيوني بامتياز إذ أنه يريد أن يصفي القضية الفلسطينية على حساب الأردن، ضمن مشروع الوطن البديل.

واعتبر أن خروج السفير الإسرائيلي من عمان الأربعاء الماضي لا يعني إنهاء العلاقات، وإنما هو خطوة استباقية أو احترازية، وهو قرار اتخذته الإدارة العبرية ولم تتخذه الحكومة في بلدنا، ويمكن أن يسجل كإنجاز للحكومة الأردنية لو أنها اتخذت هذا القرار.

المرحلة الحالية تنبئ أنه لا مستقبل للمشروع الصهيوني في المنطقة-وفقا لبني ارشيد-، وتابع خاصة بعد وضوح معالم المرحلة القادمة، وخسارة الكيان الصهيوني أقوى حلفائه في المنطقة، وكان موقف الشعب المصري من سفارة العدو خسارة كبرى لهذا الكيان. ولفت إلى أن العمق الوحيد الذي بقي للكيان الصهيوني ليراهن عليه هو الأردن، ويرى أن الأردن بإمكانه أن يلتحم مع المطالب الشعبية ويقدر المصالح العليا للبلاد، ويقوم بإنهاء أي علاقة مع الكيان الصهيوني.