على "الحياة" أن تعتذر للملك..!!
على "الحياة" أن تعتذر للملك..!!
· موسى الصبيحي
لم أصدّق عينيّْ وأنا أطالع صحيفة "الحياة" الأردنية الأسبوعية، التي خرجت علينا في عددها الأخير(الخميس 15/9/2011) بمانشيت عريض ظَهَر على صفحتها الأخيرة يقول (يا أيها المليك.. أنت الثابت الوحيد في هذه الدنيا) وإلى جانب هذه العبارة صورة سيد البلاد جالساً على كرسي العرش، وإلى جواره كتاب الله عز وجل، الذي يقول فيه (وَلاَ تَدْعُ مَعَ اللّهِ إِلَـَهاً آخَرَ لاَ إِلَـَهَ إِلاّ هُوَ كُلّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) أي كل شيء زائل ومنتهٍ إلاّ وجه الخالق العظيم، الله سبحانه وتعالى، الحقيقة الوحيدة الأزلية الباقية، فكيف تُقرر "الحياة" غير هذه الحقيقة التي قررها الله في محكم تنزيله، والتي لا يماري فيها مؤمن ولا كافر على هذا الكوكب، ونحن كبشر نعيش حياتنا الدنيا واقعاً وتجربة بين حياة وموت وإلى قيام الساعة، ونقرأ التاريخ وما بين صفحاته وسطوره أباطرة وملوك وسلاطين وفراعنة كلهم ذهبوا إلى ربهم، لم يملكوا لأنفسهم موتاً ولا حياةً، ولم يستطع سلطانهم ولا أموالهم ولا أملاكهم ولا جاههم دفع الموت عنهم وإبقاءهم أحياء أزليين.. ملوكاً وسلاطين..!!
إنه إخبار من الله عزوجل لرسوله وللمؤمنين وللبشرية جمعاء بأنه – أي الله- الدائم الباقي الحي القيوم, الذي تموت الخلائق ولا يموت, كما قال تعالى: {كل من عليها فانْ، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}. وقد ثبت في الصحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أصدق كلمة قالها الشاعر لبيد ـ ألا كل شيء ما خلا الله باطل ـ» فما الذي يدفع جريدة وطنية تصدر في بلد هاشمي مسلم، أن تدبج على صفحتها الأخيرة تلك العبارة المستهجنة الغريبة المسيئة، بحق ملك هاشمي ينتسب إلى سلالة النبي محمد رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام، الذي لم يُخلّد في هذه الدنيا، وهو أشرف خلق الله وأقربهم إليه منزلة، ومع ذلك خاطبه ربه بقوله (إِنّ الّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَآدّكَ إِلَىَ مَعَادٍ.)..!! آمراً إياه بإبلاغ الرسالة وتلاوة القرآن على الناس, مخبراً إياه بأنه سيردّه إلى معاد، وهو يوم القيامة, فيسأله عما استرعاه من أعباء النبوة, وقد فسّر ابن عباس قوله: {لرادّك إلى معاد} تارة بالموت, وتارة بيوم القيامة الذي هو بعد الموت, وتارة بالجنة التي هي جزاؤه ومصيره على أداء رسالة الله وإبلاغها إلى الخلق.
على "الحياة" أن تعتذر اعتذاراً صريحاً واضحاً للملك وللقاريء وعلى صفحتها الأولى، وأن تعترف بخطئها وبأن ما كتبته كانت "سقطة" محرر، لم تسعفه اللغة ولا الفكر، فوقع في هذا الخطأ الفادح، وأوقع الجريدة في خطيئة يصعب الخروج منها دون أذى وتبعات..!!
وأتساءل أخيراً: أي خسارة حصلت، ويمكن أن تحصل إذا لم يتحرك إعلام الديوان الملكي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في مثل هذه الحالات.. وإذا كان لا يعي فكيف له أن يوصل رسائله إلى المجتمع وإلى الإعلام..!!؟ سؤآل برسم الإجابة التي لن يبدو أنها لن تأتي..!!