مُحاكَمة (البشير) على الهواء.. مُباشِر!

 البدء بمحاكمة الرئیس السوداني المخلوع عمر البشیر، نِیة قالت وسائل إعلام ُ م ِستجدّة ستحول دون مثولھ أمام َ م َ حكمة َ علَ لكن ظروفاً سودانیة إنھا ستُبَث على الھواء ُ مباشرة, على نحو یعید إلى الأذھان ُ المحاكمة «الشھیرة» للرئیس المصري الأسبق حسني مبارك, حیث كان أداؤه ردیئاً على نحو لا یُثیر مشاعر ُ التعاطف رغم ارتكاباتھ العدیدة، بل زادت النقمة والغضب , على عكس ما كان یبدیھ طوال ثلاثة عقود بائِسة علیھ بعد ظھوره ُ م ِ تمارضاً ّ وھشاً من عھده ِ الإستبدادي, الذي افضى الى ارتفاع منسوب الرفض الشعبي لنظامھ, وكانت ثورة 25 ینایر علامة فارقة أخرى في تاریخ مصر الحدیثة, على النحو . ّ الذي جسدتھ ثورة 23 یولیو 1952 ,لكن المآلات إختلفَت لأسباب عدیدة وفاة والدة البشیر عشیة یوم ُ م َحاكمتھ ربما تُسھم في تأجیلھا, ناھیك عن التوتر المتصاعد بین قوى الحریة والتغییر ِ ْض التي اودت بحیاة خمسة طلاب, والاتھامات المباشرة التي ساقتھا بَیّ والمجلس العسكري الانتقالي بعد مجزرة الأُ َ المعارضة السودانیة على أطیافھا، لقوات الدعم السریع بالمسؤولیة عن ھذه المجزرة, واحتمالات اتّساع ّ الھوة التي تفصلھما وبخاصة تأجیل اللقاء الذي كان ُ م ّقرراً عقده, لمناقشة الإعلان الدستوري الذي ینظم العلاقات بینھما في المرحلة الانتقالیة، زادت من احتمالات عودة السجال بین الأطراف ذات الصلة, وربما تسھم بشكل أو بآخر في ارتفاع .منسوب انعدام الثقة ِكَرت وملّف الاتھامات ضخم وثقیل, بات من محاكمة الجنرال المخلوع آتیة بالتأكید, حتى لو تم تأجیلھا للأسباب التي ذُ ّ للتكھنات وتخوفاً من انقلابات عسكریة جدیدة (بعد الكشف عن المحاولة مصلحة الجمیع إغلاقھ وعدم تركھ نھباً (الانقلابیة التي قادھا – كما قیل – رئیس ھیئة الأركان وإذ یصعب ّ التكھن بالمدى الذي ستذھب الیھ محاكمة البشیر وطبیعة الأحكام التي ستُصدرھا, وما اذا كانت «ستُرضي» محكمة الجنایات الدولیة, التي قیل إنھا لم تُمانِع في َ محاكمتھ امام محكمة سودانیة, بعد تأكید المجلس العسكري بعدم السماح بمحاكمة «أي» سوداني خارج بلاده، فإن ّ مجرد تضمین لائحة الإتھام التُھم التي وجھتھا المحكمة الدولیة, بالإبادة وجرائم الحرب ارتُكبَت في دارفور بین العامین 2003-2008،فضلاً عن الفساد المالي طباعة مع التعلیقات طباعة محمد خروب وتدبیر انقلاب 1989 ،وخصوصاً التحریض والإشتراك الجنائي في قتل المتظاھرین، تدفع للإعتقاد أن الرئیس َ نجح أنصاره في تھریبھ أو تدبیر انقلاب آخر, وھو أمر المخلوع سیمضي ما تبقى من عمره في سجن كوبر، اللھم إلاّ .یبدو أن السودانیین لن یسمحوا بحدوثھ, بعد كل ما أبدوه من شجاعة وإصرار على نیل الحریة والإنعتاق