التوجيهي ؟؟

التوجيهي ؟؟؟
التوجيهي هذا الكابوس الذي بات يؤرق الاْسر في العام مرتين , آن له الاوان ان يرتحل بصورته الحالية , بعد ان ادى دوره خلال العقود المنصرمة من تاريخ اول امتحان عقد . بدء المسيرة التعليمية في الاردن , ولكن في ظل الثورة فقد ادى دوره على اكمل وجه منذ المعرفية , وتغير الظروف والمستجدات المعرفية والتقنية التي طرأت , وظهور الوسائط التكنولوجية , وتغير معايير التقييم , فقد حافظ امتحان التوجيهي على نمطة الكلاسيكي الذي يعتمد على قياس بعض القدرات العقلية وعلى رأسها قدرة الحفظ , واغفل القدرات الاخرى ومنها الاستنباط والربط والتحليل والاستقراء والكثير من القدرات التي باتت تميز الافراد . الامر الاخر ازدياد عدد الطلبة كل عام وبنسب مرتفعة مما ترتب علية زيادة التكلفة المالية لعقد الامتحان , حتى وصلت للدورتين في العام حوالي30 مليون دينار , ناهيك عن الجهود التي تبذلها كل القطاعات المشاركة من مراقبين ومصححين ورجال امن وغيرهم الكثير ممن يشارك في انجاح سيرورة الامتحان , كل هذا يتطلب منا البحث عن بدائل وايجاد اليه لاجراء امتحان يراعي كل التغيرات التي تحدثنا عنها سابقاً , وبمعيارية عالية ودقيقة , وبكلفة مالية اقل , وجهد بشري محدود وبفترة انجاز قياسية توفر لنا التقييم الصحيح والدقيق لمستوياتهم التحصيلية والقدرات العقلية الاخرى لديهم . وفي رأيي المتواضع ان افضل البدائل المعمول بها عالمياً واثبتت فاعلية هي الامتحانات الالكترونية ( اون لاين ) , والتي تعمل بها غالبية جامعاتنا الاردنية حالياً لما توفره هذه الامتحانات من سرعة في الانجاز وتوفير الوقت والضبط والشفافية وصعوبة الغش , واختصار الوقت المستغرق والدقة والسرعة في استخراج النتائج , بالإضافة للامكانيات التي توفرها هذه الامتحانات في استخراج تقارير إحصائية تقيم نسبة إجابة كل سؤال من أسئلة الامتحان , وأخرتتعلق بمعاملات استخراج تمييز وصعوبة فقرات الامتحان , مما يساعد في تطوير العملية التدريسية والتعرف على نقاط الضعف عند الطلبة من اجل تقويمها لاحقا في وتقييم وتطويرهذا الامتحان بشكل مستمر , كما يوفر هذا النمط من الامتحانات بيئة آمنة للطلبة بعيده عن اجواء التشنج والارتباك في القاعات التقليدية . والمطلوب لتحقيق هذه الغاية وضع تعليمات للامتحانات الالكترونية , وانشاء بنك اسئلة يراعى في بنائها معيارية تراعي معايير بناء الاختبارات التحصيلية , وتوفير مختبرات لإجراء هذه الامتحانات ، علما ان غالبية مدارسنا تشتمل على مختبرات حاسوب , وربما يتطلب الامر إنشاء مختبرات جديدة لزيادة الطاقة الاستيعابية . و إنشاء وتطوير نظام الكتروني خاص بهذه الامتحانات ، يشتمل على مزايا متعددة وإمكانيات كبيرة ويحقق كافة المتطلبات والاحتياجات التي تستلزم إجراء هذه الامتحانات , ومنها استخدام احدث التقنيات البرمجية لذلك , والعمل على إنشاء شعبة خاصة بهذه الامتحانات في الوزارة بالتنسيق مع مديرية الامتحانات للإشراف وإدارة وتنسيق هذه الامتحانات ، وتزويدها بكادر مؤهل , والتنسيق مع لجنة متخصصة من مدرسي المواد لعمل بنك للاسئلة وفق احدث المعايير المعتمده لهذه الغاية , بحيث تراعى معايير بناء الاختبارات التحصيلية التي لا تعتمد على الحفظ فقط , بل تقيس القدرات العقلية الاخرى التي ذكرناها بصورة متخصصة .
والامريتطلب قراراً جريئاً ومدروساً , ولكن النتائج المتحققة لعقد الامتحان بهذه الالية ستشكل نقلة نوعية تحقق الدقة والضبط , وتمنع الاختراقات والغش , وتقيم الطلبة بحسب القدرات التحصيلية والذكائية والمعرفية لديهم , وتخفف من الضغط النفسي عند الاهل والطلبة , وتخفض التكلفة والجهد بشكل كبير .

د. نزار شموط