تركيا تواجه أميركا بسبب صواريخ روسيا


منذ سنتين والحكومة الأميركية تحذّر تركيا من شراء منظومة الصواريخ الدفاعية الروسية إس-٤٠٠، غير أن تركيا لم تقبل الموقف الأميركي والصواريخ الدفاعية بدأت تصل إلى تركيا.


وصول الصواريخ فيه تحدٍّ للبيت الأبيض والكونغرس، وهو سيرغم الولايات المتحدة على فرض عقوبات على تركيا لأن أميركا أعلنت أنها لن تقبل شراء حلفائها السلاح من روسيا.

ممثلة الولايات المتحدة لدى حلف الأطلسي قالت الشهر الماضي إن تركيا ستتعرض لعقوبات شديدة عند وصول الصورايخ الروسية، وزادت أن القانون الذي اسمه «مواجهة خصوم أميركا عبر العقوبات» سيعرّض الاقتصاد التركي إلى مشاكل، وربما طردت تركيا من مشروع الطائرة المقاتلة إف-٣٥.
 
 
 

المندوبة الأميركية كاي بيلي هتشنسون قالت إن الطائرة المقاتلة إف-٣٥ لا تستطيع مشاركة الصواريخ الروسية فضاء واحداً، فتركيا تستطيع أن تملك الطائرة إف-٣٥ أو الصواريخ الروسية لكن ليس السلاحين معاً.

مجلس النواب الأميركي أصدر قراراً قوياً في حزيران (يونيو) الماضي يطلب من الرئيس قطع العلاقات المالية بين مؤسسات تركية وأخرى أميركية، ويحرم المسؤولين الأتراك حق حمل سمات سفر من الدرجة الأولى. كما أن البيت الأبيض قد يطلب من المؤسسات المالية الدولية عدم إقراض تركيا أي فلوس لمشاريعها الداخلية.

رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس السناتور روبرت مننديس قال إن الولايات المتحدة حذّرت تكراراً من فرض عقوبات تكبل الاقتصاد التركي وقطاع الدفاع فيها.

الرئيس ترامب بدا متردداً إزاء العقوبات، وهو قابل الرئيس رجب طيب أردوغان على هامش قمة العشرين في أوساكا في اليابان، وقال له إن الرئيس أوباما رفض أن يعرض على تركيا شراء صواريخ باتريوت الأميركية.

الرئيس أردوغان قال في وقت لاحق إن الرئيس الأميركي وعده بإيجاد مخرج للعقوبات على تركيا، وأردوغان اقترح تشكيل لجنة مشتركة لدرس الموضوع الذي يرى أردوغان أنه لا يجوز أن يستمر.

العقوبات على تركيا لا تشمل اقتصادها أو حلف الناتو فقط. إدارة ترامب تستعمل العقوبات ضد الدول الأخرى لإرغامها على تغيير سياستها. الصين تخترق العقوبات الأميركية بوجود علاقات اقتصادية متينة لها مع إيران، وإدارة ترامب تبحث عن وسائل لإخراج الصين من دائرة العقوبات.

إدارة ترامب متهمة باستعمال العقوبات لتجنّب خوض أي عمل عسكري. مساعدو ترامب يعتقدون أن الولايات المتحدة لا تزال أعظم قوة اقتصادية في العالم وتستطيع أن تفرض رأيها على الدول الأخرى.

أردوغان يبتعد عن السياسة الأميركية، وبلاده احتفلت الأسبوع الماضي بمرور السنة الثالثة على محاولة الانقلاب العسكري الفاشل ضد الرئيس. هو يرى أن صفقة الصواريخ الروسية ستثبت استقلال القرار التركي عن الولايات المتحدة وروسيا والصين وغيرها.

أهم ما يواجه أردوغان اليوم هو الحرب الأهلية في سورية وحربه الشخصية على الأكراد في تركيا وسورية. هو يريد لهم أن يطيعوا قراراته وهم يردون بأن لهم استقلالاً ذاتياً في مناطقهم ولن يتخلّوا عنه قَبِلَ أردوغان أو رفض. هذا الموضوع مستمر، وأرجو أن أعود إليه في المستقبل القريب.