هل يفرض رئيس الوزراء مرشحيه على اللجنة الوزارية للوظائف العليا ؟


لوحظ في الآونة الأخيرة أن قرارات الحكومة  فيما يخصُ موضوع التعيين لشغل مناصبَ الوظائف العليا في الدولةِ قد هبت رياحها غير جنوبية مبتعدة عن منبع الحراك الشعبي ألإصلاحي، على الرغم من تعالي أصوات الحكومة دفاعا" عن حقوق الأردنيين وتكافؤ الفرص وتحقيق العدالة والإدعاء أن التعيينات تجري حسب الأصول لاختيار الكفاءات الوطنية من خلال اللجنة الوزارية، مما يؤكد أن الحكومة وضعت بأذانها طيناً وعجيناً كالعادة، ولم تكترث للأصوات التي تنادي وتطالب الحكومة بالإصلاح. دولة الرئيس أن للجنوب سره وسحره الذي لا يغيب، رغم "الاشتباك" المعنوي الدائم بين الجنوب والحكومة ؟."فاستعصاء الجنوب" حسب استطلاعات الرأي الأخيرة، بمثابة ردّ على التهميش السياسي الذي يشعر به أبناء المحافظات؛ وهم يشعرون بأنّ مناصب الدولة العليا مقصورة على نخب معينة، وغياب العدالة الناجم عن عجز التصورات التنموية، والحرمان الاجتماعي.

المُتمعن لهذا الموضوع يلاحظ وجود تناقض ٍ بين التوجه العام المعُلن من قبل الحكومة وبين الواقع، فعلى سبيل المثال لا الحصرِ ،خلال الأسابيع الماضية أثيرت تَساؤلات حول تعيين أمين عام  المجلس الطبي الأردني وقبله مدير عام الطب الشرعي  وألان تثار تساؤلات أيضا" حول تعيين رئيس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وسواه، وغدا" يعلم الله وحده ماذا سنرى. المؤشرات تؤكد بان التعيينات تتم بإيعاز مباشرٍ أو غير مباشرٍ من صاحب القرار الأول في الحكومة كعطايا أو مكافئات مرتبطة بمواقف تدغدغ رغبات الحكومة أو مناكفة بعض رؤساء الوزارات السابقين .فهل هذه الحكومة تعمل من اجل الإصلاح، وهل هذه الحكومة لا يهمها ماذا تعرف، بل يهمها من تعرف؟؟؟؟!!!!!.

المُراقب لهذا الموضوع سيلاحظ أن الرغبات الملكية في اتجاه الإصلاح ، ربما  لا تجُد آذاناً صاغية من قبل الحكومة, وهذا يثير تساؤلات عديدة حول مدى الجدية في تحقيق ِ الإصلاح المنشود. فالأصل أن إلأدارة الحكومية تحترم مواطنيها و تضع معايير واضحة معلنة تلتزم بها، وتعامل المواطنين حسب كفاءتهم وإمكاناتهم وخبراتهم . فهل يوجد في حمى آبا الحسين أطال الله عمره واعز ملكه، أبناء بطة سوداء ليس لهم حظوة لدى أصحاب الدولة ؟. دولة الرئيس .. استذكروا الكفاءات الوطنية الصامتة وأفسَحوا المجال للجميع وقّفوا على مسافةٍ متساويةٍ  لإتاحة فرصا" عادلةٍ لمن يجدُ في نفسه المقدرة لخدمةِ الوطن،وعدم حصر الوظائف القيادية بأسماء محدودة (مع الاحترام لذواتهم)  يتنقلون مَن موقع لأخر (بتاع كله). فكل أبناء الوطن خيرٌ وبركة، وفعّلوا دور اللجنة الوزارية للوظائف العليا لكي لا تبقى مادةً إعلامية استهلاكية. نسال الله سبحانه وتعالى أن تنحسر هذه الظاهرة وتخف حدتها تدريجيا إلى أن تصبح حالة مرضية منبوذة !!!!.

 سيدي الرئيس .. ألأغلبية الصامتة المشهود لهم بالوفاء والإخلاص للوطن حتى هذه اللحظة لم يلمسوا شيئاً على أرض الواقع من هذه الحكومة ولا حكومتكم الأولى، لتنتشلهم من هذا التجاهل. فهل تريدوننا أن نتسول الوسيلة على أبوابكم ؟؟؟؟؟.   نعّم الدولة الأردنيـة حالة تختلفُ عما هي في بلدانِ ثورات الربيع العربي ومع ذلك يُنادي جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله بتغييرات إصلاحية حقيقية .                   السؤال المطروح برسم الإجابة حول موضوع التعيينات لشغل مناصب الوظائف العليا في الدولة، هل هو  سياسات أم صفقات؟ نأمل ان تتيح الإصلاحات القادمة تبلور ونضوج آلأليات والمعايير والأسس لفرز القيادات لشغل مناصب الوظائف العليا في الدولة!!.