الى الدكتورة رولى الحروب

 


 


يسمح العمل الإعلامي بالتزاوج مع الاستشارية وفق ضوابط مهنية متعارف عليها , اهمها عدم تأثر الصحفي او الإعلامي بوظيفته واستثمارها لصالح الجهة التي تستثمر في معارفه وكتاباته , وسبق لنا ان خسرنا اكثر من زميل سرقتهم الاستشارية من حروف الصحافة وورقها وخسرنا على مستوى اخر, بعدما انغمس زملاء في مراسم الدراسات وتمويلها والابحاث وتأجيرها .

ولفترة صارت الاستشارية طريقة لاختراق الاعلام من قبل جهات رسمية وجهات تجارية بحاجة او بدون حاجة , وحتى يتم تثقيف فكرة المستشار فإن مدرسة ترى ضرورة المستشار الخارجي لانه اكثر تحللا من روتين المؤسسة وسيطرة قياداتها فيصبح الاعلام اكثر تعبيرا عن المؤسسة واقل انغماسا في تلميع الاشخاص .

وتبعا لكل ما خزنّته الذاكرة من قصص ومشاهد فإن الاستشارية صارت مرادفة للاسكات او التسكيت للاعلامي وصارت بالمقابل فرصة لوظيفة سريعة يقتنصها الاعلامي للسكوت او تخفيف الصوت وتحويل مساره , وبحكم زمالة طويلة الجُ هذا الباب كي اقرأ قرار تعيين الزميلة رولى الحروب مديرة للعلاقات العامة في الجامعة الاردنية او مستشارة لها , بعد سلسلة حوارات ساخنة قامت بها على فضائية جوسات وبرنامجها كلام في الصميم ,بسقف مفتوح اسوة باسم زاويتها ابان زمالتنا في الانباط حين اختارت (السحابة التاسعة) اسمًا لها وهو كناية عن سقف الحرية المفتوح حسب المصطلح الامريكي .

الزميلة العزيزة استضافت ليث شبيلات وتوجان فيصل ومحمد الحموري وكثيرين ممن غابوا عن الشاشات الاردنية الخاصة والرسمية ليتحدثوا في موسم الربيع العربي ولن اقع في باب الظن وإثمه ان قرأت التعيين من هذه الزاوية بل على رأسها , ولا ادري ان كانت الزميلة وبرنامجها سيتأثران كما اظن , ام انها ستنجح في البقاء على سحابتها التاسعة .

وكيف سيكون حضورها مقنعا اذا ما تعارض دورها الاستشاري مع سقف برنامجها على افتراض ان البرنامج سيبقى على سقفه الحالي في ملامسة كل المسكوت عنه في الحديث السياسي ؟ والى اي مدى سيكون وجودها في هذا الموقع نافذة لولوج رياح التغيير الى الجامعة الام التي تعاني من صراع مراكز قوى وصراع ذاتي من اجل ان تكون كما اصل فكرتها امّ الجامعات وقبلة طلاب العرب الاولى .

بودٍ اناقش قرار الزميلة رولى الحروب في الدخول الى هذا الباب بعد نجاح برنامجها الحواري لسببين الاول خشية على الزميلة العزيزة من تأثر بحكم الموقع والتاثير والاثر خاصة ان مساحة الاختلاف داخل الصرح الاكاديمي محدودة جدا والخشية الاخرى ان تكون نموذجا لارتفاع الصوت للوصول الى مكاسب خاصة من جيل جديد يستعجل كل شيء .

omarkallab@yahoo.com