العام الأخير لترمب.. التوقعات صعبة



لم يتبق لوجود الرئيس الاميركي في البيت الابيض الا عام واحد، هذا العام الوحيد، سيكون طابعه ملتبسا بسبب اختلاط السياسات بالحملة الانتخابية وبأرقام فرص فوز ترامب بولاية جديدة.
من هنا يمكن التكهن ان الرئيس ترامب سيجعل غايات فوزه بالرئاسة معيارا لكل قرار يتخذه سواء على المستوى الداخلي ام في السياسة الخارجية.
بمعنى آخر، الشعبوية التي يستند اليها ترامب في تعامله مع جمهوره الاميركي اليميني سيكون لها حظ اوفر في رسم سياسات العام الاخير من ولايته على البيت الابيض.
قبل ايام، اكد الرئيس الاميركي إطلاق حملة واسعة لترحيل مهاجرين غير قانونيين ستبدأ نهاية الاسبوع الجاري قائلا: «جاؤوا بطريقة غير قانونية وسنرحلهم بطريقة غير قانونية».
اذاً، الرئيس الاميركي يعود لاستخدام ورقة الهجرة التي تم تبريدها في ثلاجة السنتين الماضيتين، والسبب رغبته في كسب اصوات اليمين الاميركي الابيض المتطرف.
من هنا، ومن هذا القرار، يمكن توقع «استشراف» سياسات العام القادم للولايات المتحدة الاميركية ممثلة بالبيت الابض، فهاجس الفوز، وارقام الاستطلاعات ستكون حاسمة في «مغامرات القرار».
لن يقدم على حرب مع ايران، حتى الآن، لأنه ان فعل سيضع فرص فوزه على كف عفريت، فصور اكياس الجثث الموزعة على ولاياته الخمسين لن تكون في مصلحته ابدا.
بالمقابل قد يعمل ترامب على تسريع انجاز اتفاق مع ايران ليصل لشهور الاقتراع وقد انتهى من مفهوم الازمة في الخليج، وليستعرض بعدها انه حقق ما لم يحققه اوباما.
لكن هناك سؤال هام عن احتمالات تراجع فرصه في الفوز: كيف سيتعامل من ذلك؟ هل سيجن جنونه ويمارس سياسات قاسية تجاه ملفات متعددة؟
كلها اسئلة مفتوحة على اجابات متعددة، والاهم ان تدرك بلادنا العربية ان العام القادم ليس بالعام الساكن فقط، بل قد تحركه نحو السخونة استطلاعات الرئاسة الاميركية قبل حسمها.
علينا ان ننتبه، وان نقرأ المعطيات بتمعن، فالرئيس الاميركي دونالد ترامب شخص غير متوقع، لكنه حريص حد الثمالة على البقاء في البيت الابيض، وقد يمارس لأجل ذلك كل الموبقات السياسية.