دعوة المظلوم لا تسقط بالتقادم



يتفق علماء الشرع واللغة على أن الدعاء في الإسلام هي عبادة تقوم على سؤال العبد ربه والطلب منه، وهي عبادة من أفضل العبادات التي يحبها الله خالصة له ولا يجوز أن يصرفها العبد إلى غيره.
وليس للدعاء في الإسلام صيغة محددة فكل عبد يدعو بما يشاء ويتقرب إلى الله بفنون الدعاء وطرائقه فمنهم من يدعو الله شعرا ومنهم من يدعوه نثرا ومنهم من يختار كلماته ويتكلف فيها، ومنهم من يدعوه بكلمات سهلة عامية، وكلا حسب بيئته وعلمه وقدرته.
قال محمد بن إدريس الشافعي: آية من القرآن هي سهم في قلب الظالم وبلسم على قلب المظلوم، قيل: وما هي؟ قال: قوله تعالى :»وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا». فما من مظلوم دعاه إلا رفع دعوته فوق الغمام وفتح لها أبواب السماء، وقال: «وعزتي، لأنصرنك ولو بعد حين».
وهذا يؤكد أن الاستجابة ورفع الظلم ومعاقبة الظالم لا تسقط بالتقادم.
وفي الحديث الشريف: «اتق دعوة المظلوم، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب».
وفي الدعاء: «اللهم إني استغنيت بك بعد ما خذلني كل مغيث من البشر، واستصرختك إذا قعد عني كل نصير من عبادك، وأطرق بك بعد ما أغلقت الأبواب المرجوة، اللهم إنك تعلم ما حل بي قبل أن أشكوه إليك فلك الحمد سميعا بصيرا لطيفا قديرا».
وايضا: «يا رب إن الظالم جمع كل قوته وطغيانه، وأنا عبدك جمعت له ما استطعت من الدعاء، يا رب فاستجب لدعوة عبدك المظلوم وانصرني فإنك يا كريم قلت لدعوة المظلوم بعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين».
ويقال: «أروع ما في السجود انك تهمس في أذن الأرض فيسمعك من في السماء»، وفي الدعاء: «اللهم من نام على ضيق فأيقظه على فرح»..
اختفى سيدنا يوسف عليه السلام وأصيب أبوه النبي يعقوب بالعمى وحين قال: «وأفوض أمري إلى الله» عاد له بصره وعاد إليه يوسف.. فقل دائما في وجه كل ظالم: «فوضت إلى الله».
ويقول جلال الدين الرومي: «القوة التي تضع حبات الرمان واحدة واحدة داخل قشرتها تعلم في أي قلب تضعك، فلا تقلق». وأيضا: «عندما يتراكم عليك كل شيء وتصل إلى نقطة لا تتحملها، احذر من أن تستسلم ففي هذه النقطة يتم تغيير قدرك».
ويقول الرومي: «العجز هو أجمل إشارة ربانية مِن الله للإنسان بأن وقت الدعاء قد حان».
وأيضا: «من جمال الحياة أن الله يبعث في طريقك ما يوقظك بين الحين والآخر، أنت الذي ظننت لوقت طويل أنك مستيقظ».
ومن أجمل ما قيل: «ابق قويا عزيزا أمام الآخرين، ثم اذهب وعش ضعفك كاملا أمام الله».